[ ص: 42 ] فصل ( هزيمة هوازن     ) . 
ولما انهزمت هوازن  وقف ملكهم مالك بن عوف النصري  على ثنية مع طائفة من أصحابه ، فقال : قفوا حتى تجوز ضعفاؤكم وتلحق أخراكم . 
قال ابن إسحاق :  فبلغني أن خيلا طلعت  ومالك  وأصحابه على الثنية ، فقال لأصحابه : ماذا ترون؟ قالوا : نرى قوما واضعي رماحهم بين آذان خيلهم ، طويلة بوادهم . فقال : هؤلاء بنو سليم ،  ولا بأس عليكم منهم . فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي ، ثم طلعت خيل أخرى تتبعها ، فقال لأصحابه : ماذا ترون؟ قالوا : نرى قوما عارضي رماحهم أغفالا على خيلهم . فقال : هؤلاء الأوس  والخزرج ،  ولا بأس عليكم منهم . فلما انتهوا إلى أصل الثنية سلكوا طريق بني سليم ،  ثم طلع فارس فقال لأصحابه : ماذا ترون؟ فقالوا : نرى فارسا طويل الباد ، واضعا رمحه على عاتقه ، عاصبا رأسه بملاءة حمراء . قال : هذا  الزبير بن العوام  وأقسم باللات ليخالطنكم فاثبتوا له . فلما انتهى الزبير  إلى أصل الثنية أبصر القوم فصمد لهم ، فلم يزل يطاعنهم حتى أزاحهم عنها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					