وهو وفد طيئ مع زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب أبو مكنف الطائي وكان من أحسن العرب وأطولهم رجلا ، وسمي زيد الخيل لخمس أفراس كن له . قال السهيلي : ولهن أسماء لا يحضرني الآن حفظها .
قال ابن إسحاق : وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ ، وفيهم زيد الخيل وهو سيدهم فلما انتهوا إليه كلموه ، وعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ، فأسلموا فحسن إسلامهم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني من لا أتهم من رجال طيئ : " ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ، ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه ، إلا زيد الخيل فإنه لم يبلغ كل الذي فيه " . ثم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير وقطع له فيد وأرضين معه ، وكتب له بذلك ، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى قومه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ينج زيد من حمى المدينة فإنه " . قال : وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم غير الحمى [ ص: 289 ] وغير أم ملدم ، لم يثبته . قال : فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له : فردة . أصابته الحمى ، فمات بها ، ولما أحس بالموت قال :
أمرتحل قومي المشارق غدوة وأترك في بيت بفردة منجد ألا رب يوم لو مرضت لعادني
عوائد من لم يبر منهن يجهد