ذكر فتح حلوان
ولما انقضت الوقعة ، أقام هاشم بن عتبة بجلولاء عن أمر عمر بن الخطاب - في كتابه إلى سعد - وتقدم القعقاع بن عمرو إلى حلوان عن أمر عمر أيضا ; ليكون ردءا للمسلمين هنالك ، ومرابطا لكسرى حيث هرب . فسار كما قدمنا وأدرك أمير الوقعة ، وهو مهران الرازي ، فقتله وهرب منه الفيرزان ، فلما وصل إلى كسرى وأخبره بما كان من أمر جلولاء وما جرى على الفرس بعده ، وكيف قتل منهم مائة ألف ، وأدرك مهران فقتل ، هرب عند ذلك كسرى من حلوان إلى الري واستناب على حلوان أميرا يقال له : [ ص: 26 ] خسرو شنوم . فتقدم إليه القعقاع بن عمرو ، وبرز إليه خسرو شنوم إلى مكان خارج من حلوان فاقتتلوا هناك قتالا شديدا ، ثم فتح الله ونصر المسلمين وانهزم خسرو شنوم ، وساق القعقاع إلى حلوان فتسلمها ، ودخلها المسلمون فغنموا وسبوا ، وأقاموا بها ، وضربوا الجزية على من حولها من الكور والأقاليم ، بعدما دعوا إلى الدخول في الإسلام ، فأبوا إلا الجزية . فلم يزل القعقاع بها حتى تحول سعد من المدائن إلى الكوفة فسار إليه ، كما سنذكره إن شاء الله تعالى