قال علي بن محمد المدائني ، عن ابن داب وسعيد بن خالد ، عن صالح بن كيسان ، عن المغيرة بن شعبة قال : لما مات عمر بكته ابنة أبي حثمة فقالت : واعمراه ! أقام الأود ، وأبرأ العمد ، أمات الفتن ، وأحيا السنن ، خرج نقي الثوب ، بريئا من العيب . قال : فقال علي بن أبي طالب : والله لقد صدقت ، ذهب بخيرها ، ونجا من شرها ، أما والله ما قالت ولكن قولت . قال : وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل في زوجها عمر :
فجعني فيروز لا در دره بأبيض تال للكتاب منيب رءوف على الأدنى غليظ على العدى
أخي ثقة في النائبات مجيب متى ما يقل لا يكذب القول فعله
سريع إلى الخيرات غير قطوب
[ ص: 198 ]
عين جودي بعبرة ونحيب لا تملي على الإمام النجيب
فجعتنا المنون بالفارس المع لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعين على الده ر وغيث المنتاب والمحروب
قل لأهل السراء والبؤس موتوا قد سقته المنون كأس شعوب
سيبكيك نساء الح ي يبكين شجيات
ويخمشن وجوها كالدنا نير نقيات
ويلبسن ثياب الحز ن بعد القصبيات
قال ابن جرير : وفي هذه السنة توفي وفيها غزا قتادة بن النعمان ، معاوية الصائفة حتى بلغ عمورية ومعه من الصحابة عبادة بن الصامت ، وأبو أيوب ، وأبو ذر ، وفيها فتح وشداد بن أوس ، معاوية عسقلان صلحا . قال : وفيها كان على قضاء الكوفة شريح ، وعلى قضاء البصرة كعب بن سور . قال : وأما مصعب الزبيري فإنه ذكر أن روى عن مالكا الزهري أن أبا بكر وعمر لم يكن لهما قاض .
وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في " تاريخه " في سنة ثلاث وعشرين : فيها كانت قصة سارية بن زنيم ، وفيها كان فتح كرمان وأميرها سهيل بن عدي ، وفيها فتحت سجستان وأميرها عاصم بن عمرو . وفيها فتحت مكران وأميرها - وهي من الحكم بن أبي العاص - أخو عثمان بلاد الجبل ، وفيها [ ص: 200 ] رجع من بلاد أبو موسى الأشعري أصبهان وقد افتتح بلادها ، وفيها غزا معاوية الصائفة حتى بلغ عمورية .
ثم ذكر وفاة من مات فيها ، فمنهم :
، أخو قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي الظفري لأمه ، أبي سعيد الخدري وقتادة أكبر منه ، شهد بدرا ، وأصيبت عينه في يوم أحد حتى وقعت على خده ، فردها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فصارت أحسن عينيه . وكان من الرماة المذكورين ، وكان على مقدمة عمر حين قدم إلى الشام . توفي في هذه السنة على المشهور عن خمس وستين سنة ، ونزل عمر في قبره . وقيل : إنه توفي في التي قبلها .
ثم ذكر ترجمة عمر بن الخطاب ، فأطال فيها وأكثر وأطنب وأطيب ، وأتى بمقاصد كثيرة مهمة ، وفوائد جمة ، وأشياء حسنة ، فأثابه الله الجنة . ثم قال