قال مجالد عن الشعبي : ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول : كعب بن مالك
فكف يديه ثم أغلق بابه وأيقن أن الله ليس بغافل وقال لأهل الدار لا تقتلوهم
عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل فكيف رأيت الله صب عليهم
العداوة والبغضاء بعد التواصل [ ص: 342 ] وكيف رأيت الخير أدبر بعده
عن الناس إدبار النعام الجوافل
وقال سيف بن عمر : وقال حسان بن ثابت :
ماذا أردتم من أخي الدين باركت يد الله في ذاك الأديم المقدد
قتلتم ولي الله في جوف داره وجئتم بأمر جائر غير مهتد
فهلا رعيتم ذمة الله بينكم وأوفيتم بالعهد عهد محمد
ألم يك فيكم ذا بلاء ومصدق وأوفاكم قدما لدى كل مشهد
فلا ظفرت أيمان قوم تبايعوا على قتل عثمان الرشيد المسدد
من سره الموت صرفا لا مزاج له فليأت مأسدة في دار عثمانا
[ ص: 343 ] مستشعري حلق الماذي قد شفعت قبل المخاطم بيض زان أبدانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
صبرا فدى لكم أمي وما ولدت قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
فقد رضينا بأرض الشام نافرة وبالأمير وبالإخوان إخوانا
إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا ما دمت حيا وما سميت حسانا
لتسمعن وشيكا في ديارهم الله أكبر يا ثارات عثمانا
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ما كان شأن علي وابن عفانا
[ ص: 344 ]
عشية يدخلون بغير إذن على متوكل أوفى وطابا
خليل محمد ووزير صدق ورابع خير من وطئ الترابا