ذكرها في كتابه " المنتظم " بسنده ، وملخصها أن ابن الجوزي معاوية بينما هو يوما على السماط إذا شاب من بني عذرة قد مثل بين يديه ، فأنشده شعرا مضمونه التشوق إلى زوجته سعاد ، فاستدناه معاوية ، واستحكاه عن أمره ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني كنت مزوجا بابنة عم لي ، وكان لي إبل وغنم ، فأنفقت ذلك عليها ، فلما قل ما بيدي رغب عني أبوها وشكاني إلى عاملك [ ص: 315 ] بالكوفة ابن أم الحكم ، وبلغه جمالها فحبسني في الحديد ، وحملني على أن أطلقها ، فلما انقضت عدتها أعطاه عاملك عشرة آلاف درهم ، فزوجه إياها ، وقد أتيتك يا أمير المؤمنين ، وأنت غياث المحروب ، وسند المسلوب ، فهل من فرج ؟ ثم بكى وأنشأ يقول :
في القلب مني نار والنار فيها شرار والجسم مني نحيل
واللون فيه اصفرار والعين تبكي بشجو
فدمعها مدرار والحب داء عسير
فيه الطبيب يحار حملت فيه عظيما
فما عليه اصطبار فليس ليلي بليل
ولا نهاري نهار
[ ص: 316 ] لا تجعلني والأمثال تضرب بي كالمستغيث من الرمضاء بالنار
اردد سعاد على حيران مكتئب يمسي ويصبح في هم وتذكار
قد شفه قلق ما مثله قلق وأسعر القلب منه أي إسعار
والله والله لا أنسى محبتها حتى أغيب في رمس وأحجار
كيف السلو وقد هام الفؤاد بها وأصبح القلب عنها غير صبار
هذا وإن أصبح في أطمار وكان في نقص من اليسار
أكثر عندي من أبي وجاري وصاحب الدرهم والدينار
أخشى إذا غدرت حر النار
وجرت في هذه السنة عبيد الله بن زياد والخوارج ، فقتل منهم خلقا كثيرا وجمعا غفيرا ، وحبس منهم آخرين ، وكان صارما كأبيه ، مقداما في أمرهم . فصول طويلة بين