فصل [ التمني ] .
ومن أقسامه ، ولا يشترط إمكان المتمني بخلاف المترجي ، لكن نوزع في تسمية تمني الحال طلبا بأن : ما لا يتوقع كيف يطلب ؟ التمني : وهو طلب حصول شيء على سبيل المحبة
[ ص: 148 ] قال في " عروس الأفراح " : فالأحسن ما ذكره الإمام وأتباعه من أن التمني والترجي والنداء والقسم ليس فيه طلب ، بل تنبيه ، ولا بدع في تسميته إنشاء . انتهى .
وقد بالغ قوم فجعلوا التمني من قسم الخبر ، وأن معناه النفي ، ممن جزم بخلافه ، ثم استشكل دخول التكذيب في جوابه في قوله : والزمخشري ياليتنا نرد ولا نكذب إلى قوله : وإنهم لكاذبون [ الأنعام : 27 ، 28 ] ، وأجاب بتضمنه معنى العدة ، فتعلق به التكذيب .
وقال غيره : التمني لا يصح فيه الكذب ؛ وإنما الكذب في المتمنى الذي يترجح عند صاحبه وقوعه ، فهو إذا وارد على ذلك الاعتقاد الذي هو ظن ، وهو خبر صحيح .
قال : وليس المعنى في قوله : وإنهم لكاذبون أن ما تمنوا ليس بواقع ؛ لأنه ورد في معرض الذم لهم ، وليس في ذلك المتمني ذم ، بل التكذيب ورد على أخبارهم عن أنفسهم أنهم لا يكذبون ، وأنهم يؤمنون .
وحرف التمني الموضوع له ( ليت ) : نحو : ياليتنا نرد [ الأنعام : 27 ] ، ياليت قومي يعلمون [ يس : 26 ] ، ياليتني كنت معهم فأفوز [ النساء : 73 ] .
وقد يتمنى ب ( هل ) حيث يعلم فقده : نحو : فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا [ الأعراف : 53 ] ، وب ( لو ) : نحو : فلو أن لنا كرة فنكون [ الشعراء : 102 ] ؛ ولذا نصب الفعل في جوابها .
وقد يتمنى ب ( لعل ) في البعيد ، فتعطى حكم ليت في نصب الجواب ، نحو : لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع [ غافر : 36 ، 37 ] .