الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
النوع الثاني : دخول الأحرف الزائدة .

قال ابن جني : كل حرف زيد في كلام العرب فهو قائم مقام إعادة الجملة مرة أخرى .

وقال الزمخشري : في كشافه القديم : الباء في خبر ما وليس لتأكيد النفي ، كما أن اللام لتأكيد الإيجاب .

وسئل بعضهم عن التأكيد بالحرف وما معناه ، إذ إسقاطه لا يخل بالمعنى ، فقال : هذا يعرفه أهل الطباع ، يجدون من زيادة الحرف معنى لا يجدونه بإسقاطه .

قال : ونظيره العارف بوزن الشعر طبعا ، إذا تغير عليه البيت بنقص أنكره ، وقال : أجد نفسي على خلاف ما أجدها بإقامة الوزن ، فكذلك هذه الحروف تتغير نفس المطبوع بنقصانها ، ويجد نفسه بزيادتها على معنى بخلاف ما يجدها بنقصانه .

ثم باب الزيادة في الحروف ، وزيادة الأفعال قليل ، والأسماء أقل .

أما الحروف فيزاد منها : إن ، وأن ، وإذ ، وإذا ، وإلى ، وأم ، والباء ، والفاء ، وفي ، والكاف ، واللام ، ولا ، وما ، ومن ، والواو ، وتقدمت في نوع الأدوات مشروحة .

وأما الأفعال فزيد منها كان ، وخرج عليه : كيف نكلم من كان في المهد صبيا [ مريم : 29 ] . وأصبح ، وخرج عليه : فأصبحوا خاسرين [ المائدة : 53 ] .

وقال الرماني : العادة أن من به علة تزاد بالليل أن يرجو الفرج عند الصباح ، فاستعمل أصبح لأن الخسران حصل لهم في الوقت الذي يرجون فيه الفرج ، فليست زائدة .

[ ص: 105 ] وأما الأسماء فنص أكثر النحويين على أنها لا تزاد ، ووقع في كلام المفسرين الحكم عليها بالزيادة في مواضع كلفظ ( مثل ) في قوله : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به [ البقرة : 137 ] ؛ أي : بما .

التالي السابق


الخدمات العلمية