[ ] التدبيج
التدبيج : هو أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد التورية بها والكناية .
قال ابن أبي الإصبع : كقوله تعالى : ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود [ فاطر : 27 ] .
قال : المراد بذلك - والله أعلم - الكناية عن المشتبه والواضح من الطرق; لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا ، وهي أوضح الطرق وأبينها . ودونها الحمراء ، ودون الحمراء السوداء كأنها في الخفاء والالتباس ضد البيضاء في الظهور والوضوح .
ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة ، فالطرف الأعلى في الظهور البياض ، والطرف الأدنى في الخفاء السواد ، والأحمر بينهما على وضع الألوان في التركيب ، وكانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الألوان الثلاثة ، والهداية بكل علم نصب للهداية منقسمة هذه القسمة ، أتت الآية الكريمة منقسمة كذلك ، فحصل فيها التدبيج وصحة التقسيم .