قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28908قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ( 64 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64سواء ) : الجمهور على الجر ، وهو صفة لكلمة ، ويقرأ " سواء " بالنصب على المصدر ، ويقرأ " كلمة " بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل مثل فخذ وكبد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64بيننا وبينكم ) : ظرف لسواء ; أي لتستوي الكلمة بيننا ، ولم تؤنث سواء ، وهو صفة مؤنث ; لأنه مصدر وصف به ، فأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64ألا نعبد ) : ففي موضعه وجهان : أحدهما : جر بدلا من سواء ، أو من كلمة تقديره : تعالوا إلى ترك عبادة غير الله . والثاني : هو رفع ، تقديره : هي أن لا نعبد إلا الله ، وأن هي المصدرية ، وقيل : تم الكلام على سواء ، ثم استأنف فقال : بيننا وبينكم أن لا نعبد ; أي بيننا وبينكم التوحيد ، فعلى هذا يجوز أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64ألا نعبد ) مبتدأ ، والظرف خبره ، والجملة صفة لكلمة ، ويجوز أن يرتفع ألا نعبد بالظرف . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64فإن تولوا ) : هو ماض ، ولا يجوز أن يكون التقدير : يتولوا لفساد المعنى ; لأن قوله : فقولوا اشهدوا خطاب للمؤمنين ، ويتولوا للمشركين ، وعند ذلك لا يبقى في الكلام جواب الشرط ; والتقدير : فقولوا لهم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ( 65 ) ) .
[ ص: 218 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65لم تحاجون ) : الأصل لما ، فحذفت الألف لما ذكرنا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91فلم تقتلون ) [ البقرة : 91 ] واللام متعلقة بتحاجون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65إلا من بعده ) : من يتعلق بأنزلت ; والتقدير : من بعد موته .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28908ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 66 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=66ها أنتم ) : ها للتنبيه . وقيل : هي بدل من همزة الاستفهام .
ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد ، وبتليين الهمزة والمد ، وبالقصر والهمزة ، وقد ذكرنا إعراب هذا الكلام في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85ثم أنتم هؤلاء تقتلون ) [ البقرة : 85 ] ( فيما ) : هي بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة . و ( علم ) : مبتدأ ، ولكم خبره ، وبه في موضع نصب على الحال ; لأنه صفة لعلم في الأصل قدمت عليه ، ولا يجوز أن تتعلق الباء بعلم ; إذ فيه تقديم الصلة على الموصول ، فإن علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز ، وهو الذي يسمى تبيينا .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68nindex.php?page=treesubj&link=28908إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ( 68 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68بإبراهيم ) : الباء تتعلق بأولى ، وخبر إن " للذين اتبعوه " وأولى أفعل من ولي يلي ، وألفه منقلبة عن ياء ; لأن فاءه واو ، فلا تكون لامه واوا ; إذ ليس في الكلام ما فاؤه ولامه واوان إلا واو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68وهذا النبي ) : معطوف على خبر إن .
ويقرأ " النبي " بالنصب ; أي واتبعوا هذا النبي .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28908وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ( 72 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72وجه النهار ) : وجه ظرف لآمنوا ، بدليل قوله " واكفروا آخره " .
ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28908ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ( 73 ) )
[ ص: 219 ] .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73إلا لمن تبع ) : فيه وجهان : أحدهما : أنه استثناء مما قبله ، والتقدير : ولا تقروا إلا لمن تبع ، فعلى هذا اللام غير زائدة . ويجوز أن تكون زائدة ، ويكون محمولا على المعنى ; أي اجحدوا كل أحد إلا من تبع .
والثاني : أن النية التأخير ، والتقدير : ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم ، فاللام على هذا زائدة ، ومن في موضع نصب على الاستثناء من أحد ، فأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73قل إن الهدى ) : فمعترض بين الكلامين لأنه مشدد ، وهذا الوجه بعيد ; لأن فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه ، وعلى العامل فيه ، وتقديم ما في صلة أن عليها ، فعلى هذا موضع " أن يؤتى " ثلاثة أوجه : أحدها : جر ، تقديره : ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد . والثاني : أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر . والثالث : أن يكون مفعولا من أجله ; تقديره : ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد . وقيل : أن يؤتى متصل بقوله : " قل إن الهدى هدى الله " ، والتقدير : أن لا يؤتى ; أي هو أن لا يؤتى ، فهو في موضع رفع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73أو يحاجوكم ) : معطوف على يؤتى ، وجمع الضمير لأحد ; لأنه في مذهب الجمع ، كما قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136لا نفرق بين أحد منهم ) [ البقرة : 136 ] ويقرأ أن يؤتى على الاستئناف ، وموضعه رفع على أنه مبتدأ ، تقديره : إتيان أحد مثل ما أوتيتم ، يمكن أو يصدق . ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف ، تقديره : أتصدقون أن يؤتى ، أو أتشيعون . ويقرأ شاذا أن يؤتى على تسمية الفاعل ، وأحد فاعله ، والمفعول محذوف ; أي أن يؤتي أحد أحدا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73يؤتيه من يشاء ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ; أي هو يؤتيه ، وأن يكون خبرا ثانيا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28908قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( 64 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64سَوَاءٍ ) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْجَرِّ ، وَهُوَ صِفَةٌ لِكَلِمَةٍ ، وَيُقْرَأُ " سَوَاءً " بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَصْدَرِ ، وَيُقْرَأُ " كِلْمَةٍ " بِكَسْرِ الْكَافِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ عَلَى التَّخْفِيفِ وَالنَّقْلِ مِثْلُ فَخْذٍ وَكَبْدٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) : ظَرْفٌ لِسَوَاءٍ ; أَيْ لِتَسْتَوِيَ الْكَلِمَةُ بَيْنَنَا ، وَلَمْ تُؤَنَّثْ سَوَاءٍ ، وَهُوَ صِفَةُ مُؤَنَّثٍ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64أَلَّا نَعْبُدَ ) : فَفِي مَوْضِعِهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : جَرٌّ بَدَلًا مِنْ سَوَاءٍ ، أَوْ مِنْ كَلِمَةٍ تَقْدِيرُهُ : تَعَالَوْا إِلَى تَرْكِ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ . وَالثَّانِي : هُوَ رَفْعٌ ، تَقْدِيرُهُ : هِيَ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ ، وَأَنْ هِيَ الْمَصْدَرِيَّةُ ، وَقِيلَ : تَمَّ الْكَلَامُ عَلَى سَوَاءٍ ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ ; أَيْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ التَّوْحِيدُ ، فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64أَلَّا نَعْبُدَ ) مُبْتَدَأً ، وَالظَّرْفُ خَبَرَهُ ، وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ لِكَلِمَةٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَرْتَفِعَ أَلَّا نَعْبُدَ بِالظَّرْفِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64فَإِنْ تَوَلَّوْا ) : هُوَ مَاضٍ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ : يَتَوَلَّوْا لِفَسَادِ الْمَعْنَى ; لِأَنَّ قَوْلَهُ : فَقُولُوا اشْهَدُوا خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَيَتَوَلَّوْا لِلْمُشْرِكِينَ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَبْقَى فِي الْكَلَامِ جَوَابُ الشَّرْطِ ; وَالتَّقْدِيرُ : فَقُولُوا لَهُمْ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( 65 ) ) .
[ ص: 218 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65لِمَ تُحَاجُّونَ ) : الْأَصْلُ لِمَا ، فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91فَلِمَ تَقْتُلُونَ ) [ الْبَقَرَةِ : 91 ] وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِتُحَاجُّونَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ) : مِنْ يَتَعَلَّقُ بِأُنْزِلَتْ ; وَالتَّقْدِيرُ : مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28908هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( 66 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=66هَا أَنْتُمْ ) : هَا لِلتَّنْبِيهِ . وَقِيلَ : هِيَ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ .
وَيُقْرَأُ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ وَالْمَدِّ ، وَبِتَلْيِينِ الْهَمْزَةِ وَالْمَدِّ ، وَبِالْقَصْرِ وَالْهَمْزَةِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا إِعْرَابَ هَذَا الْكَلَامِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ ) [ الْبَقَرَةِ : 85 ] ( فِيمَا ) : هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي ، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ . وَ ( عِلْمٌ ) : مُبْتَدَأٌ ، وَلَكُمْ خَبَرُهُ ، وَبِهِ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ; لِأَنَّهُ صِفَةٌ لِعِلْمٍ فِي الْأَصْلِ قُدِّمَتْ عَلَيْهِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِعِلْمٍ ; إِذْ فِيهِ تَقْدِيمُ الصِّلَةِ عَلَى الْمَوْصُولِ ، فَإِنْ عَلَّقْتَهَا بِمَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ الْمَصْدَرُ جَازَ ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى تَبْيِينًا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ( 68 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68بِإِبْرَاهِيمَ ) : الْبَاءُ تَتَعَلَّقُ بِأَوْلَى ، وَخَبَرُ إِنَّ " لَلَّذِينِ اتَّبَعُوهُ " وَأَوْلَى أَفْعَلُ مِنْ وَلِيَ يَلِي ، وَأَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ ; لِأَنَّ فَاءَهُ وَاوٌ ، فَلَا تَكُونُ لَامُهُ وَاوًا ; إِذْ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَا فَاؤُهُ وَلَامُهُ وَاوَانِ إِلَّا وَاوٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68وَهَذَا النَّبِيُّ ) : مَعْطُوفٌ عَلَى خَبَرِ إِنَّ .
وَيُقْرَأُ " النَّبِيَّ " بِالنَّصْبِ ; أَيْ وَاتَّبَعُوا هَذَا النَّبِيَّ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 72 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72وَجْهَ النَّهَارِ ) : وَجْهَ ظَرْفٌ لِآمِنُوا ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ " وَاكْفُرُوا آخِرَهُ " .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِأُنْزِلَ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 73 ) )
[ ص: 219 ] .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ ) : فِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مِمَّا قَبْلَهُ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَلَا تُقِرُّوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ ، فَعَلَى هَذَا اللَّامُ غَيْرُ زَائِدَةٍ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً ، وَيَكُونُ مَحْمُولًا عَلَى الْمَعْنَى ; أَيِ اجْحَدُوا كُلَّ أَحَدٍ إِلَّا مَنْ تَبِعَ .
وَالثَّانِي : أَنَّ النِّيَّةَ التَّأْخِيرُ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَلَا تُصَدِّقُوا أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ إِلَّا مَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ، فَاللَّامُ عَلَى هَذَا زَائِدَةٌ ، وَمَنْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ أَحَدٍ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73قُلْ إِنَّ الْهُدَى ) : فَمُعْتَرِضٌ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ لِأَنَّهُ مُشَدَّدٌ ، وَهَذَا الْوَجْهُ بَعِيدٌ ; لِأَنَّ فِيهِ تَقْدِيمُ الْمُسْتَثْنَى عَلَى الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ ، وَعَلَى الْعَامِلِ فِيهِ ، وَتَقْدِيمُ مَا فِي صِلَةِ أَنْ عَلَيْهَا ، فَعَلَى هَذَا مَوْضِعُ " أَنْ يُؤْتَى " ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : جَرٌّ ، تَقْدِيرُهُ : وَلَا تُؤْمِنُوا بِأَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ . وَالثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا مِنْ أَجْلِهِ ; تَقْدِيرُهُ : وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ . وَقِيلَ : أَنْ يُؤْتَى مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ : " قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ " ، وَالتَّقْدِيرُ : أَنْ لَا يُؤْتَى ; أَيْ هُوَ أَنْ لَا يُؤْتَى ، فَهُوَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73أَوْ يُحَاجُّوكُمْ ) : مَعْطُوفٌ عَلَى يُؤْتَى ، وَجَمَعَ الضَّمِيرَ لِأَحَدٍ ; لِأَنَّهُ فِي مَذْهَبِ الْجَمْعِ ، كَمَا قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ) [ الْبَقَرَةِ : 136 ] وَيُقْرَأُ أَنْ يُؤْتَى عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، وَمَوْضِعُهُ رَفْعٌ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ ، تَقْدِيرُهُ : إِتْيَانُ أَحَدٍ مِثْلُ مَا أُوتِيتُمْ ، يُمْكِنُ أَوْ يُصَدَّقُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ، تَقْدِيرُهُ : أَتُصَدِّقُونَ أَنْ يُؤْتَى ، أَوْ أَتُشِيعُونَ . وَيُقْرَأُ شَاذًّا أَنْ يُؤْتَى عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ ، وَأَحَدٌ فَاعِلُهُ ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ أَنْ يُؤْتِيَ أَحَدٌ أَحَدًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا ، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ هُوَ يُؤْتِيهِ ، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرًا ثَانِيًا .