سورة النبأ .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : ( عم يتساءلون ( 1 ) عن النبأ العظيم ( 2 ) الذي هم فيه مختلفون ( 3 ) ) .
قد ذكرنا حذف ألف " ما " في الاستفهام .
و ( عن ) : متعلقة بـ " يتساءلون " فأما " عن " الثانية فبدل من الأولى ، وألف الاستفهام التي ينبغي أن تعاد محذوفة ؛ أو هي متعلقة بفعل آخر غير مستفهم عنه ؛ أي يتساءلون عن النبأ . ( الذي ) : يحتمل الجر ، والنصب ، والرفع .
[ ص: 487 ] قال تعالى : ( وخلقناكم أزواجا ( 8 ) ) .
( أزواجا ) : حال ؛ أي متجانسين متشابهين .
قال تعالى : ( وجنات ألفافا ( 16 ) ) .
قوله تعالى : ( ألفافا ) : هو جمع لف ، مثل جذع وأجذاع . وقيل : هو جمع لف ، ولف جمع لفاء .
قال تعالى : ( يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ( 18 ) ) .
قوله تعالى : ( يوم ينفخ ) : هو بدل من " يوم الفصل " أو من " ميقات " أو هو منصوب بإضمار أعني .
و ( أفواجا ) : حال .
قال تعالى : ( إن جهنم كانت مرصادا ( 21 ) للطاغين مآبا ( 22 ) لابثين فيها أحقابا ( 23 ) لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ( 24 ) إلا حميما وغساقا ( 25 ) جزاء وفاقا ( 26 ) ) .
قوله تعالى : ( للطاغين ) : يجوز أن يكون حالا من " مآبا " أي مرجعا للطاغين ، وأن يكون صفة لمرصادا ، وأن تتعلق اللام بنفس " مرصادا " .
و ( لابثين ) : حال من الضمير ، في " الطاغين " - حال مقدرة .
و ( أحقابا ) : معمول لابثين . وقيل : معمول " لا يذوقون " ويراد : بـ " أحقابا " هنا الأبد ، و " لا يذوقون " : حال أخرى ، أو حال من الضمير في لابثين .
و ( جزاء ) : مصدر ؛ أي جوزوا جزاء بذلك .
قال تعالى : ( وكذبوا بآياتنا كذابا ( 28 ) وكل شيء أحصيناه كتابا ( 29 ) ) .
و ( كذابا ) بالتشديد : مصدر كالتكذيب ، وبالتخفيف مصدر كذب إذا تكرر منه الكذب ، وهو في المعنى قريب من كذب . ( وكل شيء ) : منصوب بفعل محذوف . و ( كتابا ) : حال ؛ أي مكتوبا ؛ ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى ، لأن أحصيناه بمعنى كتبناه .
[ ص: 488 ] قال تعالى : ( إن للمتقين مفازا ( 31 ) حدائق وأعنابا ( 32 ) وكواعب أترابا ( 33 ) وكأسا دهاقا ( 34 ) لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ( 35 ) ) ( حدائق ) : بدل من " مفازا " .
و ( لا يسمعون ) : حال من الضمير في خبر إن ، ويجوز أن يكون مستأنفا .
قال تعالى : ( جزاء من ربك عطاء حسابا ( 36 ) رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ( 37 ) ) .
( عطاء ) : اسم للمصدر ، وهو بدل من جزاء . و ( رب السماوات ) بالرفع على الابتداء ، وفي خبره وجهان :
أحدهما : " الرحمن " فيكون ما بعده خبرا آخر ، أو مستأنفا .
والثاني : " الرحمن " نعت ، و " لا يملكون " : الخبر .
ويجوز أن يكون " رب " خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو رب السماوات ، و " الرحمن " وما بعده مبتدأ وخبر . ويقرأ " رب " و " الرحمن " بالجر بدلا من " ربك " .
قال تعالى : ( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن يوم يقوم الروح والملائكة صفا . . . ) ) .
قوله تعالى : ( يوم يقوم ) : يجوز أن يكون ظرفا لـ " لا يملكون " ولـ " خطابا " ، و " لا يتكلمون " . و " صفا " : حال .
قال تعالى : ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه إنا أنذرناكم عذابا قريبا . . . ( 40 ) ) .
قوله تعالى : ( يوم ينظر ) : أي عذاب يوم ، فهو بدل .
ويجوز أن يكون صفة لقريب . والله أعلم .