قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=28908أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) ( 53 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أم لهم نصيب ) : أم منقطعة ؛ أي : بل ألهم ، وكذلك " أم يحسدون " .
( فإذن ) : حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه ، وله مواضع يلغى فيها ، وهو مشبه في عوامل الأفعال بظننت في عوامل الأسماء ، والنون أصل فيه ، وليس بتنوين ، فلهذا يكتب بالنون ، وأجاز الفراء أن يكتب بالألف ، ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف ، وهي الفاء ، ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء ، وليس المبطل لعمله لا ؛ لأن لا يتخطاها العامل .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28908فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما ) ( 56 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55من آمن به ) : الهاء تعود على الكتاب . وقيل : على إبراهيم . وقيل : على محمد ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55سعيرا ) بمعنى مستعرا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56نضجت جلودهم ) : يقرأ بالإدغام ؛ لأنهما من حروف وسط الفم ، والإظهار هو الأصل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56بدلناهم جلودا ) : أي : بجلود . وقيل : يتعدى إلى الثاني بنفسه .
[ ص: 282 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28908والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ) ( 57 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57والذين آمنوا ) : يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا ، وأن يكون رفعا على الموضع ، أو على الاستئناف ، والخبر " سندخلهم " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57خالدين فيها ) : حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات ؛ لأن فيهما ضمير الكل واحد منهما ، ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأي الكوفيين ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57لهم فيها أزواج ) : حال ، أو صفة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28908إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) ( 58 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) : العامل في إذا وجهان : أحدهما : فعل محذوف ، تقديره : يأمركم أن تحكموا إذا حكمتم ، وجعل أن تحكموا المذكورة مفسرة للمحذوف ، فلا موضع لأن تحكموا ، لأنه مفسر للمحذوف ، والمحذوف مفعول يأمركم . ولا يجوز أن يعمل في إذا أن تحكموا ؛ لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه .
والوجه الثاني : أن تنصب " إذ " بيأمركم ، وأن تحكموا به أيضا ؛ والتقدير : أن يكون حرف العطف مع أن تحكموا ، لكن فصل بينهما بالظرف كقول
الأعشى : يوما يراها كشبه أردية الـ عصب ويوما أديمها نغلا .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58بالعدل ) : يجوز أن يكون مفعولا به ، ويجوز أن يكون حالا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نعما يعظكم به ) : الجملة خبر إن ، وفي " ما " ثلاثة أوجه : أحدها : أنها بمعنى الشيء معرفة تامة ، ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح ؛ تقديره : نعم الشيء شيء يعظكم به . ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف ؛ أي : نعم الشيء شيئا يعظكم به ؛ كقولك : نعم الرجل رجلا صالحا زيد ، وهذا جائز عند بعض النحويين ، والمخصوص بالمدح هنا محذوف . والثاني : أن " ما " بمعنى الذي ، وما بعدها صلتها ، وموضعها رفع فاعل نعم والمخصوص محذوف ؛ أي : نعم الذي يعظكم بتأدية الأمانة والحكم بالعدل . والثالث : أن تكون " ما " نكرة موصوفة ، والفاعل مضمر ، والمخصوص محذوف ؛ كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بئس للظالمين بدلا ) [ الكهف : 50 ] .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) ( 59 ) .
[ ص: 283 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59وأولي الأمر منكم ) : حال من أولي . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59تأويلا ) : تمييز .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=28908أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ) ( 53 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ ) : أَمْ مُنْقَطِعَةٌ ؛ أَيْ : بَلْ أَلَهُمْ ، وَكَذَلِكَ " أَمْ يَحْسُدُونَ " .
( فَإِذَنْ ) : حَرْفٌ يَنْصِبُ الْفِعْلَ إِذَا اعْتَمَدَ عَلَيْهِ ، وَلَهُ مَوَاضِعُ يُلْغَى فِيهَا ، وَهُوَ مُشْبِهٌ فِي عَوَامِلِ الْأَفْعَالِ بِظَنَنْتُ فِي عَوَامِلِ الْأَسْمَاءِ ، وَالنُّونُ أَصْلٌ فِيهِ ، وَلَيْسَ بِتَنْوِينٍ ، فَلِهَذَا يُكْتَبُ بِالنُّونِ ، وَأَجَازَ الْفَرَّاءُ أَنْ يُكْتَبَ بِالْأَلِفِ ، وَلَمْ يَعْمَلْ هُنَا مِنْ أَجْلِ حَرْفِ الْعَطْفِ ، وَهِيَ الْفَاءُ ، وَيَجُوزُ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ أَنْ يَعْمَلَ مَعَ الْفَاءِ ، وَلَيْسَ الْمُبْطِلُ لِعَمَلِهِ لَا ؛ لِأَنَّ لَا يَتَخَطَّاهَا الْعَامِلُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28908فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ( 56 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55مَنْ آمَنَ بِهِ ) : الْهَاءُ تَعُودُ عَلَى الْكِتَابِ . وَقِيلَ : عَلَى إِبْرَاهِيمَ . وَقِيلَ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55سَعِيرًا ) بِمَعْنَى مُسْتَعِرًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ) : يُقْرَأُ بِالْإِدْغَامِ ؛ لِأَنَّهُمَا مِنْ حُرُوفِ وَسَطِ الْفَمِ ، وَالْإِظْهَارُ هُوَ الْأَصْلُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا ) : أَيْ : بِجُلُودٍ . وَقِيلَ : يَتَعَدَّى إِلَى الثَّانِي بِنَفْسِهِ .
[ ص: 282 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28908وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ) ( 57 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وَالَّذِينَ آمَنُوا ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَأَنْ يَكُونَ رَفْعًا عَلَى الْمَوْضِعِ ، أَوْ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، وَالْخَبَرُ " سَنُدْخِلُهُمْ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57خَالِدِينَ فِيهَا ) : حَالٌ مِنَ الْمَفْعُولِ فِي نُدْخِلُهُمْ أَوْ مِنْ جَنَّاتٍ ؛ لِأَنَّ فِيهِمَا ضَمِيرَ الْكُلِّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِجَنَّاتٍ عَلَى رَأْيِ الْكُوفِيِّينَ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ ) : حَالٌ ، أَوْ صِفَةٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ( 58 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) : الْعَامِلُ فِي إِذَا وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : فِعْلٌ مَحْذُوفٌ ، تَقْدِيرُهُ : يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَحْكُمُوا إِذَا حَكَمْتُمْ ، وَجَعَلَ أَنْ تَحْكُمُوا الْمَذْكُورَةَ مُفَسِّرَةً لِلْمَحْذُوفِ ، فَلَا مَوْضِعَ لِأَنْ تَحْكُمُوا ، لِأَنَّهُ مُفَسِّرٌ لِلْمَحْذُوفِ ، وَالْمَحْذُوفُ مَفْعُولُ يَأْمُرُكُمْ . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِي إِذَا أَنْ تَحْكُمُوا ؛ لِأَنَّ مَعْمُولَ الْمَصْدَرِ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ .
وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ تَنْصِبَ " إِذَ " بِيَأْمُرُكُمْ ، وَأَنْ تَحْكُمُوا بِهِ أَيْضًا ؛ وَالتَّقْدِيرُ : أَنْ يَكُونَ حَرْفُ الْعَطْفِ مَعَ أَنْ تَحْكُمُوا ، لَكِنْ فُصِلَ بَيْنَهُمَا بِالظَّرْفِ كَقَوْلِ
الْأَعْشَى : يَوْمًا يَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْـ عَصْبِ وَيَوْمًا أَدِيمُهَا نِغِلَا .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58بِالْعَدْلِ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ) : الْجُمْلَةُ خَبَرُ إِنَّ ، وَفِي " مَا " ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : أَنَّهَا بِمَعْنَى الشَّيْءِ مَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ ، وَيَعِظُكُمْ صِفَةُ مَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ هُوَ الْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ ؛ تَقْدِيرُهُ : نِعْمَ الشَّيْءُ شَيْءٌ يَعِظُكُمْ بِهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يَعِظُكُمْ صِفَةً لِمَنْصُوبٍ مَحْذُوفٍ ؛ أَيْ : نِعْمَ الشَّيْءُ شَيْئًا يَعِظُكُمْ بِهِ ؛ كَقَوْلِكَ : نِعْمَ الرَّجُلُ رَجُلًا صَالِحًا زِيدٌ ، وَهَذَا جَائِزٌ عِنْدَ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ ، وَالْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ هُنَا مَحْذُوفٌ . وَالثَّانِي : أَنَّ " مَا " بِمَعْنَى الَّذِي ، وَمَا بَعْدَهَا صِلَتُهَا ، وَمَوْضِعُهَا رَفْعُ فَاعِلِ نِعْمَ وَالْمَخْصُوصُ مَحْذُوفٌ ؛ أَيْ : نِعْمَ الَّذِي يَعِظُكُمْ بِتَأْدِيَةِ الْأَمَانَةِ وَالْحُكْمِ بِالْعَدْلِ . وَالثَّالِثُ : أَنْ تَكُونَ " مَا " نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ ، وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ ، وَالْمَخْصُوصُ مَحْذُوفٌ ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) [ الْكَهْفِ : 50 ] .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) ( 59 ) .
[ ص: 283 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) : حَالٌ مِنْ أُولِي . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59تَأْوِيلًا ) : تَمْيِيزٌ .