قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=162nindex.php?page=treesubj&link=28908خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 162 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=162خالدين فيها ) : هو حال من الهاء والميم في عليهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=162لا يخفف ) : حال من الضمير في خالدين ، وليست حالا ثانية من الهاء والميم لما ذكرنا في غير موضع ; لأن الاسم الواحد لا ينتصب عنه حالان ، ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163nindex.php?page=treesubj&link=28908وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ( 163 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163إله واحد ) : إله خبر المبتدأ ، وواحد صفة له .
والغرض هنا هو الصفة ، إذ لو قال وإلهكم واحد لكان هو المقصود ، إلا أن في
[ ص: 111 ] ذكره زيادة توكيد ، وهذا يشبه الحال الموطئة ، كقولك مررت بزيد رجلا صالحا ، وكقولك في الخبر زيد شخص صالح . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163إلا هو ) : المستثنى في موضع رفع بدلا من موضع لا إله لأن موضع لا وما عملت فيه رفع بالابتداء ، ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان إلا إياه . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163الرحمن ) : بدل من هو . أو خبر مبتدأ ، ولا يجوز أن يكون صفة لهو ; لأن الضمير لا يوصف ولا يكون خبرا لهو ; لأن المستثنى هنا ليس بجملة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164nindex.php?page=treesubj&link=28908إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ( 164 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164والفلك ) : يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد ، فمن الجمع هذا الموضع وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) [ يونس : 22 ] ومن المفرد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=119الفلك المشحون ) [ الشعراء : 119 ] .
ومذهب المحققين أن ضمة الفاء فيه إذا كان جمعا غير الضمة التي في الواحد ، ودليل ذلك أن ضمة الجمع تكون فيما واحده غير مضموم ; نحو : أسد ، وكتب ، والواحد أسد وكتاب ، ونظير ذلك الضمة في صاد منصور ، إذا رخمته على لغة من قال يا حار ، فإنها ضمة حادثة ، وعلى من قال يا حار تكون الضمة في يا منص هي الضمة في منصور . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164من السماء من ماء ) : من الأولى لابتداء الغاية ، والثانية لبيان الجنس ، إذ كان ينزل من السماء ماء وغيره . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وبث فيها من كل دابة ) : مفعول بث محذوف تقديره : وبث فيها دواب من كل دابة ، ويجوز على مذهب
الأخفش أن تكون من زائدة ; لأنه يجيزه في الواجب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وتصريف الرياح ) : هو مصدر مضاف إلى المفعول ، ويجوز أن يكون أضيف إلى الفاعل ، ويكون المفعول محذوفا ، والتقدير : وتصريف الرياح السحاب ; لأن الرياح تسوق السحاب وتصرفه ، ويقرأ ( الرياح ) بالجمع ; لاختلاف أنواع الريح ، وبالإفراد على الجنس ، أو على إقامة المفرد مقام الجمع . وياء ( الريح ) مبدلة من واو ; لأنه من راح يروح ، وروحته ، والجمع أرواح .
[ ص: 112 ] وأما الرياح فالياء فيه مبدلة من واو ; لأنه جمع أوله مكسور وبعد حرف العلة فيه ألف زائدة ، والواحد عينه ساكنة ، فهو مثل سوط وسياط ، إلا أن واو الريح قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بين السماء ) : يجوز أن يكون ظرفا للمسخر ، وأن يكون حالا من الضمير في المسخر ، وليس في هذه الآية وقف تام ; لأن اسم إن التي في أولها خاتمتها .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=162nindex.php?page=treesubj&link=28908خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ( 162 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=162خَالِدِينَ فِيهَا ) : هُوَ حَالٌ مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ فِي عَلَيْهِمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=162لَا يُخَفَّفُ ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي خَالِدِينَ ، وَلَيْسَتْ حَالًا ثَانِيَةً مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ لِمَا ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ; لِأَنَّ الِاسْمَ الْوَاحِدَ لَا يَنْتَصِبُ عَنْهُ حَالَانِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا لَا مَوْضِعَ لَهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ( 163 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163إِلَهٌ وَاحِدٌ ) : إِلَهٌ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ ، وَوَاحِدٌ صِفَةٌ لَهُ .
وَالْغَرَضُ هُنَا هُوَ الصِّفَةُ ، إِذْ لَوْ قَالَ وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ لَكَانَ هُوَ الْمَقْصُودُ ، إِلَّا أَنَّ فِي
[ ص: 111 ] ذِكْرِهِ زِيَادَةَ تَوْكِيدٍ ، وَهَذَا يُشْبِهُ الْحَالَ الْمُوَطِّئَةَ ، كَقَوْلِكَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ رَجُلًا صَالِحًا ، وَكَقَوْلِكَ فِي الْخَبَرِ زَيْدٌ شَخْصٌ صَالِحٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163إِلَّا هُوَ ) : الْمُسْتَثْنَى فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بَدَلًا مِنْ مَوْضِعِ لَا إِلَهَ لِأَنَّ مَوْضِعَ لَا وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ ، وَلَوْ كَانَ مَوْضِعَ الْمُسْتَثْنَى نَصْبًا لَكَانَ إِلَّا إِيَّاهُ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163الرَّحْمَنُ ) : بَدَلٌ مِنْ هُوَ . أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِهُوَ ; لِأَنَّ الضَّمِيرَ لَا يُوصَفُ وَلَا يَكُونُ خَبَرًا لِهُوَ ; لِأَنَّ الْمُسْتَثْنَى هُنَا لَيْسَ بِجُمْلَةٍ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( 164 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَالْفُلْكِ ) : يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ ، فَمِنَ الْجَمْعِ هَذَا الْمَوْضِعُ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ) [ يُونُسَ : 22 ] وَمِنَ الْمُفْرَدِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=119الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) [ الشُّعَرَاءِ : 119 ] .
وَمَذْهَبُ الْمُحَقِّقِينَ أَنَّ ضَمَّةَ الْفَاءِ فِيهِ إِذَا كَانَ جَمْعًا غَيْرُ الضَّمَّةِ الَّتِي فِي الْوَاحِدِ ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّ ضَمَّةَ الْجَمْعِ تَكُونُ فِيمَا وَاحِدُهُ غَيْرُ مَضْمُومٍ ; نَحْوَ : أُسْدٍ ، وَكُتُبٍ ، وَالْوَاحِدُ أَسَدٌ وَكِتَابٌ ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ الضَّمَّةُ فِي صَادِ مَنْصُورٍ ، إِذَا رَخَّمْتَهُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ يَا حَارِ ، فَإِنَّهَا ضَمَّةٌ حَادِثَةٌ ، وَعَلَى مَنْ قَالَ يَا حَارِ تَكُونُ الضَّمَّةُ فِي يَا مَنْصُ هِيَ الضَّمَّةُ فِي مَنْصُورٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ ) : مِنَ الْأُولَى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ، وَالثَّانِيَةُ لِبَيَانِ الْجِنْسِ ، إِذْ كَانَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وَغَيْرُهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ) : مَفْعُولُ بَثَّ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : وَبَثَّ فِيهَا دَوَابَّ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَيَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ
الْأَخْفَشِ أَنْ تَكُونَ مِنْ زَائِدَةٌ ; لِأَنَّهُ يُجِيزُهُ فِي الْوَاجِبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ) : هُوَ مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أُضِيفَ إِلَى الْفَاعِلِ ، وَيَكُونَ الْمَفْعُولُ مَحْذُوفًا ، وَالتَّقْدِيرُ : وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ السَّحَابَ ; لِأَنَّ الرِّيَاحَ تَسُوقُ السَّحَابَ وَتُصَرِّفُهُ ، وَيُقْرَأُ ( الرِّيَاحِ ) بِالْجَمْعِ ; لِاخْتِلَافِ أَنْوَاعِ الرِّيحِ ، وَبِالْإِفْرَادِ عَلَى الْجِنْسِ ، أَوْ عَلَى إِقَامَةِ الْمُفْرَدِ مَقَامَ الْجَمْعِ . وَيَاءُ ( الرِّيحِ ) مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ ; لِأَنَّهُ مِنْ رَاحَ يَرُوحُ ، وَرَوْحَتُهُ ، وَالْجَمْعُ أَرْوَاحٌ .
[ ص: 112 ] وَأَمَّا الرِّيَاحُ فَالْيَاءُ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ ; لِأَنَّهُ جَمْعٌ أَوَّلُهُ مَكْسُورٌ وَبَعْدَ حَرْفِ الْعِلَّةِ فِيهِ أَلِفٌ زَائِدَةٌ ، وَالْوَاحِدُ عَيْنُهُ سَاكِنَةٌ ، فَهُوَ مِثْلُ سَوْطٍ وَسِيَاطٍ ، إِلَّا أَنَّ وَاوَ الرِّيحِ قُلِبَتْ يَاءً لِسُكُونِهَا وَانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بَيْنَ السَّمَاءِ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلْمُسَخَّرِ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْمُسَخَّرِ ، وَلَيْسَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَقْفٌ تَامٌّ ; لِأَنَّ اسْمَ إِنَّ الَّتِي فِي أَوَّلِهَا خَاتِمَتُهَا .