الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( وإذا اشترى الرجلان ابن أحدهما عتق نصيب الأب ) لأنه ملك شقص قريبه وشراؤه إعتاق على ما مر ( ولا ضمان عليه ) علم الآخر أنه ابن شريكه أو لم يعلم ( وكذا إذا ورثاه ، والشريك بالخيار إن شاء أعتق نصيبه ، وإن شاء استسعى العبد ) وهذا عند أبي حنيفة رحمه الله ، وقالا في الشراء يضمن الأب نصف قيمته إن كان موسرا ، وإن كان معسرا سعى الابن في نصف قيمته لشريك أبيه وعلى هذا الخلاف إذا ملكاه بهبة أو صدقة أو وصية ، وعلى هذا إذا اشتراه رجلان ، وأحدهما قد حلف بعفته إن اشترى نصفه ، لهما أنه أبطل [ ص: 24 ] نصيب صاحبه بالإعتاق ; لأن شراء القريب إعتاق وصار هذا كما إذا كان العبد بين أجنبيين فأعتق أحدهما نصيبه ، وله أنه رضي بإفساد نصيبه فلا يضمنه كما إذا أذن له بإعتاق نصيبه صريحا ، ودلالة ، ذلك أنه شاركه فيما هو علة العتق وهو الشراء ، لأن شراء القريب إعتاق حتى يخرج به عن عهدة الكفارة عندنا ، وهذا ضمان إفساد في ظاهر قولهما حتى يختلف باليسار والإعسار فيسقط بالرضا ، ولا يختلف الجواب بين العلم وعدمه ، وهو ظاهر الرواية عنه ; لأن الحكم يدار على السبب كما إذا قال لغيره : كل هذا الطعام وهو مملوك للآمر ولا يعلم الآمر بملكه ( وإن بدا الأجنبي فاشترى نصفه ، ثم اشترى الأب نصفه الآخر ، وهو موسر فالأجنبي بالخيار إن شاء ضمن الأب ) لأنه ما رضي بإفساد نصيبه ( وإن شاء استسعى الابن في نصف قيمته ) لاحتباس ماليته عنده ( وهذا عند أبي حنيفة رحمه الله ) لأن يسار المعتق لا يمنع السعاية عنده .

                                                                                                        وقالا : لا خيار له ويضمن الأب نصف قيمته ; لأن يسار المعتق يمنع السعاية عندهما .

                                                                                                        [ ص: 25 ] ( ومن اشترى نصف ابنه وهو موسر فلا ضمان عليه عند أبي حنيفة رحمه الله ، وقالا : يضمن إذا كان موسرا ) ومعناه : إذا اشترى نصفه ممن يملك كله ، فلا يضمن لبائعه شيء عنده والوجه قد ذكرناه .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية