مسألة
قال : قال مالك : ، لقوله عليه السلام : " إذا أسلم الكافر لا يثاب على ما عمل من خير حال كفره " . وهو إنما يقصد بعمله حالة كفره الشكر ، والثناء لا التقرب ، وقوله عليه السلام الأعمال بالنيات لما قال له : لحكيم بن حزام " ، فحمل على الخير الذي سأله في دنياه من المحمدة ، والشكر ، وينتفع به عقبه من بعده في حرمته عند الناس . أرأيت أمورا كنا نتحنث بها في الجاهلية من صدقة ، وعتاقة ، وصلة رحم ، هل لنا فيها من أجر ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلمت على ما أسلفت من خير
تنبيه : الاعتماد على قوله عليه السلام : " " ، ونحوه لا يعم ; لأن من الأول ما اتفقت عليه الشرائع كحفظ الدماء ، والأموال ، ونحوها من تعظيم الرب سبحانه وتعالى ، وغير ذلك فأمكن الكافر أن يفعلها بقصد التقرب للثناء والشكر . الأعمال بالنيات
[ ص: 351 ] ثم لو فرضنا من الكفار من آمن بالشريعة المحمدية كلها إلا سورة من القرآن ، فإنه كافر إجماعا مع أنه يعتقد وجوب العبادات كلها ، ويفعلها على وجه التقرب ، وكذلك المقابل الذي كفر بظاهره فقط ، فيحتاج في المسألة إلى مدرك غير هذا .