فصل : قد مضى الكلام فيمن قتل في معركة أهل الحرب ، فأما من فله حالان : قتل في معركة أهل البغي
إما أن يكون باغيا أو عادلا ، فإن كان باغيا غسل وصلي عليه ، وقال أبو حنيفة : " لا يغسل ولا يصلى عليه استهانة به ، لأنه باين جميع المسلمين بفعله فوجب أن لا يغسل ولا يصلى عليه كالحربي " .
والدلالة على وجوب غسله والصلاة عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صلوا على من قال لا إله إلا الله وخلف من قال لا إله إلا الله " وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ولأنه مسلم مقتول فوجب أن يغسل ويصلى عليه كالزاني المحصن ، والقاتل العامد ، ولأن الصلاة استغفار ورحمة والباغي إليها أحوج ، فأما قياسهم على أهل الحرب فغلط لوقوع الفرق بينهما . " لا تكفروا أحدا من أهل ملتكم وإن عملوا الكبائر ، وجاهدوا مع كل أمير ، وصلوا على كل ميت "