الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " فإن اجتمع له أولياء في درجة ، فأحبهم إلي أسنهم ، فإن لم يحمد حاله فأفضلهم وأوفقهم ، فإن استووا أقرع بينهم ، والولي الحر أولى من الولي المملوك " ، وهو كما قال إذا كان له ثلاثة أولياء قد استووا في الدرج كالبنين والإخوة ، فإن كان بعضهم يحسن الصلاة ، وبعضهم لا يحسنها ، فالذي يحسنها منهم أولى بالصلاة عليه من باقيهم ، وإن كان جميعهم يحسنها ، فأسنهم إذا كان محمودا أولى بالصلاة عليه ، وإن كان فيهم أفقه منه ، وإنما كان المسن أولى من الفقيه بخلاف إمامة الصلوات ؛ لأن المقصود من الصلاة على الميت الاستغفار له والترحم عليه والدعاء له ، وذلك من المسن أقرب إلى الإجابة ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من إجلال الله سبحانه إكرام ذي الشيبة المسلم " فإن استوت أحوالهم في السن ، وتشاحنوا أقرع بينهم ، فمن خرجت قرعته كان أولى ، فأما العبد المناسب ، فلا ولاية له في الصلاة على الميت ؛ لأن الرق يمنع من ثبوت الولايات .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية