فصل :  ولا ينبغي أن يمتنع من الصدقة باليسير   ، فإن قليل الخير كثير قال الله تعالى :  
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره      [ الزلزلة : 17 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم  اتقوا النار ولو بشق تمرة  وقال صلى الله عليه وسلم  أردد عنك حذمة السائل ، ولو بمثل رأس الطير من الطعام  ، وقال صلى الله عليه وسلم :  لا يمنعكم من معروف صغيره  ويختار أن يتصدق على ذوي أرحامه ، لما ذكرنا وعلى أهل الخير ، وذوي الفضل ، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  لا يأكل طعامكم إلا مؤمن  فإن  تصدق على كافر من يهودي أو نصراني ، أو مجوسي   جاز لقوله تعالى :  ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا      [ الإنسان : 8 ] والأسير لا يكون إلا كافرا ، وقد مدح الله تعالى مطعمه فدل على استحباب الصدقة عليه ، وروى  هشام بن عروة   عن أمه  أسماء  قالت :  قدمت علي أمي راغبة مشركة فقلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي جاءت راغبة مشركة أفأصلها ؟ قال : " نعم صلي أمك     " .  
				
						
						
