كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا
قيل : وكانت هذه القصة بعد حجة الوداع التي لم يعش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها إلا شهورا . وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن بعض الصحابة هذا الحديث ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : يا سبيعة أربعي بنفسك فتأوله من ألزمها أقصى الأجلين أقيمي في ربعك لبقائها في العدة ، وتأوله من قال بانقضاء عدته اسكني أي ربع شئت : لانقضاء عدتها ، وهذا التأويل أصح لما روي أن ابن عباس ، وأبا هريرة اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملا . فقال ابن عباس : أقصى الأجلين . وقال أبو هريرة : وضع الحمل فأرسلوا أبا سلمة بن عبد الرحمن إلى فذكرت لهم قصة أم سلمة سبيعة الأسلمية فرجع ابن عباس إلى قولها . واستدل ابن مسعود لذلك بمعنى صحيح ، فقال : لما لحقها التغليظ إذا تأخر ، لحقها التخفيف إذا تقدم ؛ ولأنه لما لم تعتبر الأقراء مع الحمل لم تعتبر الشهور مع الحمل : لأن العدة لا يجمع فيها بين جنسين .