الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت ما وصفنا من اعتبار الانتقال بالبدن دون الرحل والمال فطلقت بعد خروجها من الدار الأولى وقبل وصولها إلى الدار الثانية ففيه ثلاثة أوجه : أحدها : وهو قول أبي إسحاق المروزي : عليها أن تعتد في الدار الثانية : لأنها قد صارت هي المسكن . والثاني : أنها بالخيار في أن تعتد في الأولى أو الثانية : لأنها بينهما . والوجه الثالث : أن يعتبر بالقرب فيرجع حكمه ، فإن كانت إلى الدار الأولى أقرب اعتدت فيها ، وإن كانت إلى الثانية أقرب اعتدت فيها ، ويشبه أن يكون قول أبي الفياض ، ولكن لو انتقلت ببدنها إلى الدار الثانية ، ثم عادت إلى الأولى لتقل رحلها فطلقها وهي فيها اعتدت في الثانية : لأن عودها إلى الأولى لم يكن بمقام ونقلة فصارت كالمطلقة إذا دخلت دار جار لحاجة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية