الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الخنثى المشكل فقد حكي عن أبي عبد الله الزبيري من أصحابنا : إن الواجب فيه التيمم دون الغسل ، وهو قول أهل العراق ، ولأن الوجه واليدين ليس بعورة في الرجال ولا في النساء فجاز لكلا الفريقين النظر إليه ، ولم يجز لها النظر إلى جسده ، لأنه قد يكون رجلا فيحرم على النساء ، وقد يكون امرأة فيحرم على الرجال .

                                                                                                                                            وهذا غلط ، والواجب عليه لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " فرض على أمتي غسل موتاها " ولو جاز أن يمنع من غسله لإشكال عورته لوجب أن يمنع بذلك من تيممه ؛ لأن التيمم في الوجه والذراعين ، وعورة المرأة في ذراعيها كعورتها في سائر جسدها ، وإنما الوجه والكفان ليسا بعورة ، على أن ذلك ليس مباشرته بحرام كمباشرة سائر الجسد ، فكان التيمم في تحريم المباشرة مساويا للغسل ، فإذا تساويا فاستعمال الغسل الواجب أولى ، فإذا ثبت أن غسل الخنثى واجب فالمستحب أن يغسل في قميص ، ويكون موضع غسله مظلما ، ويتولى غسله أوثق من يقدر عليه من الرجال والنساء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية