[ ص: 558 ]
والظاهر : حقيقة ، هو الاحتمال المتبادر ، واستعمالا ، اللفظ المحتمل معنيين فأكثر ، هو في أحدها أظهر ، أو ما بادر منه عند إطلاقه معنى مع تجويز غيره ، ولا يعدل عنه إلا بتأويل ، وهو صرف اللفظ عن ظاهره لدليل يصير به المرجوح راجحا .
لَا تُخَاصِمْ بِوَاحِدٍ أَهْلَ بَيْتٍ فَضَعِيفَانِ يَغْلِبَانِ قَوِيَّا
وَهَذَا أَمْرٌ مُدْرَكٌ بِالْحِسِّ ، فَكَذَلِكَ فِي دَلَالَةِ الْأَلْفَاظِ ، قَدْ يَكُونُ أَحَدُ مَدْلُولَيِ اللَّفْظِ أَرْجَحَ مِنَ الْآخَرِ ، لَكِنَّ ذَلِكَ الْمَدْلُولَ الْمَرْجُوحَ قَدْ يُوَافِقُهُ دَلِيلٌ مِنْ خَارِجٍ ، فَإِذَا انْضَمَّ إِلَيْهِ صَارَا جَمِيعًا مُسَاوِيَيْنِ لِذَلِكَ الْمَعْنَى الرَّاجِحِ ، فَيَجِبُ التَّوَقُّفُ عَلَى الْمُرَجَّحِ أَوِ الرَّاجِحَيْنِ عَلَيْهِ ، فَيَجِبُ تَرْكُهُ وَالْعُدُولُ إِلَيْهِمَا .لا تخاصم بواحد أهل بيت فضعيفان يغلبان قويا
وهذا أمر مدرك بالحس ، فكذلك في دلالة الألفاظ ، قد يكون أحد مدلولي اللفظ أرجح من الآخر ، لكن ذلك المدلول المرجوح قد يوافقه دليل من خارج ، فإذا انضم إليه صارا جميعا مساويين لذلك المعنى الراجح ، فيجب التوقف على المرجح أو الراجحين عليه ، فيجب تركه والعدول إليهما .