الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2479 54 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال : حدثنا عبد الوارث قال : حدثنا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس لنا مثل السوء ; الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث ابن عباس ; أخرجه عن عبد الله بن المبارك العيشي بالياء آخر الحروف وبالشين المعجمة ، يكنى أبا بكر ، وليس هذا بأخي عبد الله بن المبارك المروزي ، والرواة كلهم بصريون إلا عكرمة وابن عباس فإنهما سكنا فيها مدة ، وفي بعض النسخ " وحدثني عبد الرحمن " بصيغة الإفراد واو العطف .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ليس لنا مثل السوء ) ; يعني لا ينبغي لنا - يريد به نفسه والمؤمنين - أن نتصف بصفة ذميمة تشابهنا فيها أخس الحيوانات في أخس أحوالها ، وقد يطلق المثل على الصفة الغريبة العجيبة الشأن سواء كان في صفة مدح أو ذم ، قال الله تعالى : للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى

                                                                                                                                                                                  قالوا : هذا المثل ظاهر في تحريم الرجوع في الهبة والصدقة بعد إقباضها . قلنا : هذا المثل يدل على التنزيه وكراهة الرجوع لا على التحريم ، ويستدل بحديث عمر رضي الله تعالى عنه حين أراد شراء فرس حمل عليه في سبيل الله ، فسأل عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : لا تبتعه وإن أعطاكه بدرهم ... الحديث ، يأتي الآن ، فلما لم يكن هذا القول موجبا حرمة ابتياع ما تصدق به فكذلك هذا الحديث لم يكن موجبا حرمة الرجوع في الهبة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية