التفسير:
nindex.php?page=treesubj&link=29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب أي: خسرت يداه، وخسر، فالأول: فيه معنى الدعاء، والثاني: خبر محض; المعنى: وقد تب، [وخص اليدين; لأن العمل أكثر ما يكون بهما.
و
(أبو لهب) : هو عم النبي صلى الله عليه وسلم]، و {وامرأته} :
أم جميل أخت أبي سفيان.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: علا النبي صلى الله عليه وسلم
الصفا، فصاح: {يا صباحاه} ، فاجتمعت
قريش، فقالوا: ما شأنك؟ فقال: {أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم، أو ممسيكم; أما كنتم تصدقونني؟} ، قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم بين يدي
[ ص: 184 ] عذاب شديد، فقال له
أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا؟! فأنزل الله عز وجل هذه السورة.
وقيل: إن أبا لهب أراد أن يرمي النبي صلى الله عليه وسلم بحجر، فمنعه الله من ذلك، وأنزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ; للمنع الذي وقع به.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2ما أغنى عنه ماله وما كسب : يجوز أن تكون استفهاما، و {ما} الثانية: يجوز أن تكون بمعنى: (الذي) ، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وما كسب : ما كسب من جاه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: من ولد.
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سيصلى نارا ذات لهب nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته : يجوز أن تكون {امرأته} معطوفة على المضمر في {سيصلى} ، ويجوز أن تكون مبتدأة، والخبر: {حمالة الحطب} في من رفع، وهو مذكور فيما بعد.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كانت امرأة أبي لهب تحمل الشوك، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وغيرهما: معناه: تمشي بالنميمة.
[ ص: 185 ] وقيل: المعنى: حمالة الخطايا والذنوب، من قولهم: (فلان يحطب على نفسه) .
وقيل: المعنى: حمالة الحطب في النار.
وقيل: إنها عيرت النبي عليه الصلاة والسلام بالفقر، وهي تحتطب في حبل، وتجعله في جيدها; أي: في عنقها، و (المسد) : الليف، وجمع (الجيد) : (أجياد) ، و (المسد) : (أمساد) .
nindex.php?page=showalam&ids=12078 [أبو عبيدة: هو حبل يكون من ضروب].
وقيل: هي حبال من شجر تنبت باليمن، تسمى (المسد) .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: المعنى: قلادة من ودع.
مجاهد: هي سلسلة، ذرعها سبعون ذراعا.
وقيل: هو حبل من نار، ويكون في عنقها في جهنم.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: هي الحديدة التي في وسط البكرة.
وقيل: (المسد) : الفتل.
التَّفْسِيرُ:
nindex.php?page=treesubj&link=29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ أَيْ: خَسِرَتْ يَدَاهُ، وَخَسِرَ، فَالْأَوَّلُ: فِيهِ مَعْنَى الدُّعَاءِ، وَالثَّانِي: خَبَرٌ مَحْضٌ; الْمَعْنَى: وَقَدْ تَبَّ، [وَخَصَّ الْيَدَيْنِ; لِأَنَّ الْعَمَلَ أَكْثَرُ مَا يَكُونُ بِهِمَا.
وَ
(أَبُو لَهَبٍ) : هُوَ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، وَ {وَامْرَأَتُهُ} :
أُمُّ جَمِيلٍ أُخْتُ أَبِي سُفْيَانَ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: عَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الصَّفَا، فَصَاحَ: {يَا صَبَاحَاهْ} ، فَاجْتَمَعَتْ
قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: {أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرَتْكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحَكُمْ، أَوْ مُمَسِّيكُمْ; أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي؟} ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ
[ ص: 184 ] عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ لَهُ
أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ السُّورَةَ.
وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا لَهَبٍ أَرَادَ أَنْ يَرْمِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجَرٍ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَأَنْزَلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ; لِلْمَنْعِ الَّذِي وَقَعَ بِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامًا، وَ {مَا} الثَّانِيَةُ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى: (الَّذِي) ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَعَ الْفِعْلِ مَصْدَرًا.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وَمَا كَسَبَ : مَا كَسَبَ مِنْ جَاهٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: مِنْ وَلَدٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ {امْرَأَتُهُ} مَعْطُوفَةً عَلَى الْمُضْمَرِ فِي {سَيَصْلَى} ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُبْتَدَأَةً، وَالْخَبَرُ: {حَمَّالَةُ الْحَطَبِ} فِي مَنْ رَفَعَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِيمَا بَعْدُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ تَحْمِلُ الشَّوْكَ، فَتَطْرَحُهُ فِي طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُمَا: مَعْنَاهُ: تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ.
[ ص: 185 ] وَقِيلَ: الْمَعْنَى: حَمَّالَةُ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: (فُلَانٌ يَحْطِبُ عَلَى نَفْسِهِ) .
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: حَمَّالَةُ الْحَطَبِ فِي النَّارِ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا عَيَّرَتِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْفَقْرِ، وَهِيَ تَحْتَطِبُ فِي حَبْلٍ، وَتَجْعَلُهُ فِي جِيدِهَا; أَيْ: فِي عُنُقِهَا، وَ (الْمَسَدُ) : اللِّيفُ، وَجَمْعُ (الْجِيدِ) : (أَجْيَادٌ) ، وَ (الْمَسَدُ) : (أَمْسَادٌ) .
nindex.php?page=showalam&ids=12078 [أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ حَبْلٌ يَكُونُ مِنْ ضُرُوبٍ].
وَقِيلَ: هِيَ حِبَالٌ مِنْ شَجَرٍ تَنْبُتُ بِالْيَمَنِ، تُسَمَّى (الْمَسَدَ) .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: الْمَعْنَى: قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ.
مُجَاهِدٌ: هِيَ سِلْسِلَةٌ، ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا.
وَقِيلَ: هُوَ حَبْلٌ مِنْ نَارٍ، وَيَكُونُ فِي عُنُقِهَا فِي جَهَنَّمَ.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ: هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الْبَكَرَةِ.
وَقِيلَ: (الْمَسَدُ) : الْفَتْلُ.