الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2525 34 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : من حلف على يمين يستحق بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان ، ثم أنزل الله عز وجل تصديق ذلك : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم إلى : عذاب أليم ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه بما قال فقال : صدق ، لفي أنزلت ، كان بيني وبين رجل خصومة في شيء ، فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : شاهداك أو يمينه ، فقلت له : إنه إذا يحلف ولا يبالي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ، فأنزل الله تصديق ذلك ، ثم اقترأ هذه الآية .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " شاهداك " لأنه صلى الله عليه وسلم خاطب بذلك الأشعث ، وكان هو المدعي ، فجعل صلى الله عليه وسلم البينة عليه ، وهذا الحديث مضى في الرهن في باب : إذا اختلف الراهن والمرتهن بعين هذا الإسناد والمتن غير أن هناك أخرجه عن قتيبة بن سعيد عن جرير إلى آخره ، وهاهنا عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير إلى آخره ، ومضى الكلام فيه هناك ، وقال بعضهم : واستدل بهذا الحصر على رد القضاء باليمين والشاهد ، وأجيب بأن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " شاهداك " أي : بينتك ، سواء كانت رجلين أو رجلا وامرأتين أو رجلا ويمين الطالب . انتهى .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : هذا تأويل غير صحيح ، فسبحان الله كيف يدل قوله : " شاهداك " على رجل ويمين الطالب ، وأي دلالة هذه من أنواع الدلالات ، واللفظ صريح ، فمن أين يأتي هذا التأويل البعيد ، وقد فسر شاهداك بالبينة ، والبينة قد عرفت بالنص أنها رجلان أو رجل وامرأتان ليس إلا ، وتخصيص لفظ الشاهدين لكونهما أكثر وأغلب ، فافهم والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية