[ ص: 38 ] قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=57فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون nindex.php?page=treesubj&link=28752_28902_30549_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=58ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=59كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=19570_30614_33678_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=60فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون
هذا إخبار عن هول يوم القيامة وشدة أحواله على الكفرة; في أنهم لا ينفعهم الاعتذار، ولا يعطون عتبى، وهي الرضى، و"يستعتبون" بمعنى: يعتبون، كما تقول: يملك ويستملك، والباب في "استفعل" أنه طلب الشيء، وليس هذا منه; لأن المعنى كان يفسد إذا كان المفهوم منه: ولا يطلب منهم عتبى.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : "ينفع" بالياء، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى ، وحسن هذا أيضا بالتفرقة التي بين الفعل وما أسند إليه، كما قال الشاعر:
وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى ... ثلاث الأثافي والديار البلاقع؟
ثم أخبر تعالى عن قسوة قلوبهم، وعجرفة طباعهم، في أنه ضرب لهم كل مثل، وبين عليهم بيان الحق، ثم هم مع ذلك عند الآية والمعجزة يكفرون ويلجون ويعمهون في كفرهم، ويصفون أهل الحق بالأباطيل. ثم أخبر تعالى أن هذا إنما هو من طبعه وختمه على قلوب الجهلة الذين قد حتم عليهم الكفر في الأزل، وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة إلى
[ ص: 39 ] أنه من قولهم: "طبع السيف"، أي: صدئ أشد صدأ.
ثم أمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر، وقوى نفسه لتحقيق الوعد، ونهاه عن الاهتزاز لكلامهم، أو التحرك واضطراب النفس لأقوالهم; إذ هم لا يقين لهم ولا بصيرة.
وقرأ
ابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب: "يستحقنك" بحاء غير معجمة وقاف، من الاستحقاق، والجمهور على الخاء المعجمة والفاء، من الاستخفاف، إلا أن ابن
أبي إسحاق ويعقوب سكنا النون من "يستخفنك". وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان في صلاة الفجر، فناداه رجل من
الخوارج بأعلى صوته فقرأ هذه الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ، فعلم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه مقصده في هذا، وتعريضه به، فأجابه وهو في الصلاة بهذه الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=60فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون .
كمل تفسير سورة الروم والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا
محمد وآله وصحبه وسلم
[ ص: 38 ] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=57فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28752_28902_30549_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=58وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُبْطِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=59كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19570_30614_33678_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=60فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ
هَذَا إِخْبَارٌ عَنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَشِدَّةِ أَحْوَالِهِ عَلَى الْكَفَرَةِ; فِي أَنَّهُمْ لَا يَنْفَعُهُمُ الِاعْتِذَارُ، وَلَا يُعْطَوْنَ عُتْبَى، وَهِيَ الرِّضَى، وَ"يُسْتَعْتَبُونَ" بِمَعْنَى: يَعْتِبُونَ، كَمَا تَقُولُ: يَمْلِكُ وَيَسْتَمْلِكُ، وَالْبَابُ فِي "اسْتَفْعَلَ" أَنَّهُ طَلَبُ الشَّيْءِ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْهُ; لِأَنَّ الْمَعْنَى كَانَ يَفْسَدُ إِذَا كَانَ الْمَفْهُومُ مِنْهُ: وَلَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ عُتْبَى.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : "يَنْفَعُ" بِالْيَاءِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى ، وَحَسُنَ هَذَا أَيْضًا بِالتَّفْرِقَةِ الَّتِي بَيْنَ الْفِعْلِ وَمَا أُسْنِدَ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
وَهَلْ يَرْجِعُ التَّسْلِيمُ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى ... ثَلَاثُ الْأَثَافِي وَالدِّيَارُ الْبَلَاقِعُ؟
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ قَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ، وَعَجْرَفَةِ طِبَاعِهِمْ، فِي أَنَّهُ ضَرَبَ لَهُمْ كُلَّ مَثَلٍ، وَبَيَّنَ عَلَيْهِمْ بَيَانَ الْحَقِّ، ثُمَّ هُمْ مَعَ ذَلِكَ عِنْدَ الْآيَةِ وَالْمُعْجِزَةِ يَكْفُرُونَ وَيَلِجُّونَ وَيَعْمَهُونَ فِي كُفْرِهِمْ، وَيَصِفُونَ أَهْلَ الْحَقِّ بِالْأَبَاطِيلِ. ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ مِنْ طَبَعِهِ وَخَتْمِهِ عَلَى قُلُوبِ الْجَهَلَةِ الَّذِينَ قَدْ حَتَّمَ عَلَيْهِمُ الْكُفْرَ فِي الْأَزَلِ، وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى
[ ص: 39 ] أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: "طَبَعَ السَّيْفُ"، أَيْ: صَدِئَ أَشَدَّ صَدَأٍ.
ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبْرِ، وَقَوَّى نَفْسَهُ لِتَحْقِيقِ الْوَعْدِ، وَنَهَاهُ عَنِ الِاهْتِزَازِ لِكَلَامِهِمْ، أَوِ التَّحَرُّكِ وَاضْطِرَابِ النَّفْسِ لِأَقْوَالِهِمْ; إِذْ هُمْ لَا يَقِينَ لَهُمْ وَلَا بَصِيرَةَ.
وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17379وَيَعْقُوبُ: "يَسْتَحِقَّنَّكَ" بِحَاءٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ وَقَافِ، مِنَ الِاسْتِحْقَاقِ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، مِنَ الِاسْتِخْفَافِ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ
أَبِي إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ سَكَّنَا النُّونَ مِنْ "يَسْتَخِفَّنْكَ". وَرُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنَ
الْخَوَارِجِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ، فَعَلِمَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَقْصِدَهُ فِي هَذَا، وَتَعْرِيضَهُ بِهِ، فَأَجَابَهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=60فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ .
كَمُلَ تَفْسِيرُ سُورَةِ الرُّومِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ