الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها أيضا :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إدريس بن سليم الفقعسي الموصلي . قال ابن الأثير : وكان كثير الحديث والصلاح . وإسحاق بن كنداج نائب الجزيرة وكان من ذوي الرأي الشجعان المشهورين ، وقام بما كان إليه ولده محمد . ويازامان نائب طرسوس جاءه حجر منجنيق من بلدة كان يحاصرها ببلاد الروم ، فمات منه ، وذلك في رجب من هذه السنة ، ودفن بطرسوس ، فولي نيابة الثغر بعده أحمد العجيفي بأمر خمارويه بن أحمد بن طولون ، ثم عزله عن قريب بابن عمه موسى بن طولون . وعبدة بن عبد الرحيم قبحه الله . ذكر ابن الجوزي في " المنتظم " أن هذا الشقي كان من الذين يجاهدون كثيرا في بلاد العدو ، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرون لبلدة من بلاد الروم ، إذ نظر إلى امرأة في [ ص: 641 ] ذلك الحصن فهويها ، فراسلها : وما السبيل إليك . فقالت : أن تتنصر وتصعد إلي ، فأجابها إلى ذلك ، قبحه الله ، فما راع المسلمين إلا وهو عندها ، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غما شديدا ، وشق عليهم مشقة عظيمة ، فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن ، فقالوا له : يا فلان ما فعل قراءتك ؟ ما فعل علمك ؟ ما فعل صيامك وصلاتك ؟ فقال : اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون [ الحجر : 2 ، 3 ] .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية