الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4155 409 - حدثنا عبيد الله بن سعيد، حدثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يخبر قال: أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم العسرة قال: كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمالي عندي، قال عطاء: فقال صفوان: قال يعلى: فكان لي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما يد الآخر، قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان أيهما عض الآخر فنسيته، قال: فانتزع المعضوض يده من في العاض فانتزع إحدى ثنيتيه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته، قال عطاء: وحسبت أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفيدع يده في فيك تقضمها كأنها في في فحل يقضمها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: غزوت مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم العسرة، لأن العسرة هي غزوة تبوك كما مر فيما مضى، وعبيد الله بن سعيد بن يحيى أبو قدامة اليشكري، ومحمد بن بكر بن عثمان البرساني، وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعطاء بن أبي رباح.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في الجهاد في باب الأجير، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن محمد عن سفيان عن ابن جريج إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: (العسرة) كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية السرخسي العسيرة بالتصغير، وهي غزوة تبوك.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أوثق أعمالي عندي) وقد تقدم في الإجارة: أوثق أحمالي، وبالعين المهملة أصح.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فعض) من العض بالأسنان، وأصله عضض من باب علم يعلم، وقيل: من باب ضرب يضرب، والأول أصح؛ لقوله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه

                                                                                                                                                                                  قوله: (إحدى ثنيتيه) وهي تثنية ثنية، وهي مقدم الأسنان، وهن أربعة ثنتان من الأعلى، وثنتان من الأسفل.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أفيدع) أي أفيترك الهمزة فيه للاستفهام على وجه الإنكار.

                                                                                                                                                                                  قوله: (تقضمها) أي تمضغها بفتح الضاد يقال: قضمت الدابة شعيرها تقضمه أي تأكله.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كأنها في في فحل) أي في فم فحل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية