الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      السلطان إبراهيم ابن السلطان محمود بن مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتكين ، صاحب غزنة وأطراف الهند وغير ذلك ، كانت له حرمة وأبهة عظيمة جدا ، حكى إلكيا الهراسي - حين بعثه السلطان بركياروق إليه - في رسالة عما شاهده عنده من أمور السلطنة في ملبسه ومجلسه وما عنده من [ ص: 169 ] السعادة الدنيوية ، قال : رأيت شيئا عجيبا وقد وعظه بحديث : " لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا " فبكى قال وكان لا يبني لنفسه منزلا إلا بنى قبله مسجدا أو مدرسة أو رباطا ، توفي رحمه الله تعالى في رجب من هذه السنة ، وقد جاوز التسعين ، وكانت مدة ملكه ثنتين وأربعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو تراب المراغي ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولد سنة إحدى وأربعمائة ، وتفقه على القاضي أبي الطيب الطبري وسمع الحديث عليه وعلى غيره من المشايخ ببلدان شتى ، ثم أقام بنيسابور ، وكان يحفظ شيئا كثيرا من مسائل الخلاف ، نحوا من أربعة آلاف مسألة بأدلتها والمناظرة عليها ، وغير ذلك من الحكايات والملح والآداب ، وكان صبورا متقللا على طريقة السلف ، جاءه منشور بقضاء همذان ، فقال : أنا منتظر منشورا من الله عز وجل على يدي ملك الموت بالقدوم عليه ، والله لجلوس ساعة في هذا المسجد على راحة القلب أحب إلي من ملك العراقين ، وتعليم مسألة لطالب أحب إلي من ملك الثقلين . حكاه ابن الجوزي في " المنتظم " توفي رحمه الله في [ ص: 170 ] ذي القعدة من هذه السنة عن ثلاث وتسعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو القاسم ابن إمام الحرمين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قتله بعض الباطنية بنيسابور رحمه الله ورحم أباه بمنه وكرمه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية