الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      خلافة المسترشد بالله أمير المؤمنين أبي منصور الفضل بن المستظهر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لما توفي أبوه - كما ذكرنا - بويع له بالخلافة ، وخطب له على المنابر ، وقد كان ولي العهد من مدة ثلاثة وعشرين سنة ، وكان الذي أخذ البيعة له قاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني ، ولما استقرت البيعة له هرب أخوه أبو الحسن في سفينة ومعه ثلاثة نفر ، وقصد دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي بالحلة ، فأكرمه وأحسن إليه ، فقلق المسترشد بالله من ذلك ، فراسل دبيسا في ذلك مع نقيب النقباء الزينبي ، فهرب أخو الخليفة من دبيس ، فأرسل إليه جيشا فألجئوه إلى البرية ، فلحقه عطش شديد فلقيه بدويان فسقياه ماء ، وحملاه إلى بغداد ، فأحضره أخوه إليه فاعتنقا وتباكيا ، وأنزله الخليفة دارا كان يسكنها قبل الخلافة ، وأحسن إليه وطيب نفسه ، وكان مدة غيبته عن بغداد أحد عشر شهرا ، واستقرت الخلافة بلا منازعة للمسترشد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذه السنة كان غلاء شديد ببغداد ، وانقطع الغيث وعدمت الأقوات ، وتفاقم أمر العيارين ببغداد ، ونهبوا الديارات نهارا جهارا ، ولم تستطع الشرطة لذلك [ ص: 238 ] تغييرا ولا إنكارا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحج بالناس في هذه السنة نظر الخادم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية