الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال ابن أبي زيد : يجب أن يعتقد أن الله تعالى أسمع موسى - عليه السلام - كلامه القائم بذاته لا كلاما قام بغيره ، وتقرير هذه المسألة ، وأدلتها ذكرته مبسوطا سهلا في كتاب " الإنقاد في الاعتقاد " . مسألة

                                                                                                                قال : يجب أن يعتقد أن يديه سبحانه وتعالى مبسوطتان ، وأن يده غير نعمته .

                                                                                                                قلت : في هذه المسألة مذاهب لأهل الحق مع جميع النصوص الواردة في الجوارح كالوجه ، والجنب ، والقدم ، قيل : يتوقف عن تأويلها ، ويعتقد أن ظاهرها غير مراد ، ويحكي أنه مذهب السلف ، فإنه تهجم على جهة الله تعالى بالظن [ ص: 236 ] والتخمين ، وقيل : يجب تأويلها لقوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ) ، وقال : ( ليدبروا آياته ) ، وغير ذلك من النصوص الدالة على النظر ، والاعتبار ، وتدبر الكلام هو رده إلى دبره ، وهو المعنى الخفي بدليل مرشد له ، والقولان للشيخ أبي الحسن .

                                                                                                                وإذا قلنا بالتأويل فيحمل مذهب السلف - رضي الله عنهم - على مواطن استواء الأدلة ، وعدم الترجيح ، وهذا هو المشهور للأشعرية ، وعلى أي شيء تأول ؟ فقيل على صفات مجهولة غير الصفات السبعة المتقدم ذكرها استأثر الله تعالى بعلمها ، وقيل : بل الصفات السبعة ونحوها مما يناسب كل آية ، فاليد للقدرة ، والعين للعلم ، والقدم ونحوه للقدرة ، والوجه للذات ، والجنب للطاعة ; لأن هذه المحامل المناسبة من المجازات لهذه الحقائق ، ومتى تعذر حمل اللفظ على حقيقته تعين صرفه لأقرب المجازات إليه لغة .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية