الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1181 ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: بل ينبغي له أن يزيد بعد هذا أو يقول قبله ما قد روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -عليه السلام- فذكروا ما قد حدثنا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي ، قال: ثنا يحيى بن حسان ، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن عمه، عن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -عليه السلام- كان إذا افتتح الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين ".

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا عبد الله بن رجاء قال: نا عبد العزيز بن أبي سلمة (ح).

                                                وحدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا الوهبي وعبد الله بن صالح ، قالا: ثنا عبد العزيز بن الماجشون ، عن الماجشون وعبد الله بن الفضل ، عن الأعرج فذكر بإسناده مثله.

                                                وحدثنا الربيع المؤذن ، قال: ثنا ابن وهب ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكر بإسناده مثله.

                                                [ ص: 533 ] قالوا: فلما جاءت الرواية بهذا وبما قبله استحببنا أن يقولهما المصلي جميعا.

                                                وممن قال بهذا: أبو يوسف - رحمه الله -.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي خالف القوم المذكورين فيما ذهبوا إليه جماعة آخرون، وأراد بهم: الأوزاعي وعطاء بن أبي رباح وطاوس بن كيسان وجماعة الظاهرية ؛ فإنهم قالوا: ينبغي له - أي للمصلي - أن يزيد بعد هذا - أي: بعد سبحانك اللهم... إلى آخره، أو يقول قبله - ما قد روي عن علي -رضي الله عنه - وهو: "وجهت وجهي..." إلى آخره، وهو الذي اختاره الطحاوي ، وأبو إسحاق المروزي ، وأبو حامد من أصحاب الشافعي .

                                                وقال الشافعي : يستفتح بما روي عن علي -رضي الله عنه - وقال في "سنن حرملة": وخالفنا بعض الناس في الافتتاح، فقال: افتتح النبي -عليه السلام- بسبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، ورواه عن بعض أصحاب النبي -عليه السلام-.

                                                وقال مالك : إذا كبر وفرغ من التكبير يقرأ: الحمد لله رب العالمين.

                                                وقال ابن حزم في "المحلى": وقال مالك : لا أعرف التوجه، قال علي : ليس من لا يعرف حجة على من يعرف، وقد احتج بعض مقلديه في معارضة ما ذكرنا لما روي عن رسول الله -عليه السلام-: "كان يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة ب الحمد لله رب العالمين " وقال علي : وهذا لا حجة لهم فيه، بل هو قولنا؛ لأن استفتاح القراءة ب الحمد لله رب العالمين لا يدخل فيه التوجه؛ لأنه ليس التوجه قراءة، وإنما هو ذكر، فصح أنه -عليه السلام- كان يفتتح الصلاة بالتكبير، ثم يذكر ما قد صح عنه من الذكر، ثم يفتتح القراءة ب الحمد لله رب العالمين، وزيادة العدول لا يجوز ردها.

                                                ثم إنه أخرج حديث علي -رضي الله عنه - من أربع طرق صحاح:

                                                الأول: عن الحسن بن نصر بن المعارك البغدادي ، قال ابن يونس : ثقة ثبت.

                                                عن يحيى بن حسان التنيسي أبي زكرياء البصري ، روى له الجماعة سوى ابن ماجه .

                                                [ ص: 534 ] عن عبد العزيز بن أبي سلمة وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، واسم أبي سلمة ميمون ، ويقال: دينار، المدني أبي عبد الله الفقيه ، روى له الجماعة.

                                                عن عمه يعقوب بن أبي سلمة ، أبي يوسف المدني ، أخي عبد الله بن أبي سلمة ، روى له الجماعة غير البخاري ، والماجشون لقب يعقوب المذكور، لقبته بذلك سكينة بنت الحسين بن علي -رضي الله عنهم- وجرى هذا اللقب على أهل بيته من بنيه وبني أخيه، وكان يلقى الناس فيقول: جوني جوني، وشوني شوني، فلقب بالماجشون ، ويقال: كانت وجنتاه حمراوين، فسمي بالفارسية بالماه كون، فعربه أهل المدينة فقالوا: الماجشون .

                                                وهو يروي عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج .

                                                عن عبيد الله بن أبي رافع أسلم - أو إبراهيم - مولى النبي -عليه السلام-، وقد تكرر ذكره، روى له الجماعة.

                                                عن علي بن أبي طالب .

                                                وأخرجه الجماعة غير البخاري مطولا ومختصرا.

                                                فقال مسلم : ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، قال: ثنا يوسف الماجشون ، قال: حدثني أبي، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب ، عن رسول الله -عليه السلام-: "أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

                                                [ ص: 535 ] وإذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي.

                                                وإذا رفع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض ، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.

                                                وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين.

                                                ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت"
                                                .

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة البصري ، عن عبد الله بن رجاء الغداني البصري شيخ البخاري ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن الماجشون وهو يعقوب بن أبي سلمة عم عبد العزيز ، وعن عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي المدني ، كلاهما عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": نا أبو سعيد ، نا عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون ، ثنا عبد الله بن الفضل ويعقوب بن أبي سلمة الماجشون ، كلاهما عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا كبر استفتح ثم قال: وجهت وجهي - إلى قوله -: تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك ". نحو رواية مسلم .

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن خالد بن محمد الوهبي الكندي ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث ، كلاهما عن عبد العزيز بن الماجشون وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن الماجشون وهو عمه يعقوب بن [ ص: 536 ] أبي سلمة ، وعن عبد الله بن الفضل ، كلاهما عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب .

                                                وأخرجه ابن حزم في "المحلى": ثنا حمام بن أحمد ، نا عباس بن أصبع ، نا محمد بن عبد الملك بن أيمن ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، نا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، حدثني عمي - هو يعقوب بن أبي سلمة الماجشون ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب : "أن رسول الله -عليه السلام- كان إذا كبر استفتح ثم قال: وجهت... " إلى آخره نحو رواية أحمد .

                                                الرابع: عن الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن عبد الله بن وهب المصري ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي ، عن موسى بن عقبة بن أبي عياش المدني ، عن عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

                                                وأخرجه الدارقطني : ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا يوسف بن سعيد ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، أخبرني موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب : "أن رسول الله -عليه السلام- كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض - إلى قوله -: أستغفرك وأتوب إليك ".

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن إبراهيم بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي -رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله -عليه السلام- إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر، ورفع يديه حذو منكبيه، ثم قال:

                                                [ ص: 537 ] وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا الآية. وآيتين بعدها إلى المسلمين، ثم يقول: اللهم أنت الملك...
                                                " إلى آخره.

                                                قوله: (وجهت) أي: قصدت بعبادتي الذي فطر السماوات والأرض أي خلقهما، وقيل: معناه: أخلصت ديني وعملي.

                                                قوله: (حنيفا) أي: مستقيما مخلصا، وقال أبو عبيد : الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم -عليه السلام -، ويقال: معناه: مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام، وأصل الحنف الميل، ويكون في الخير والشر، ومنه يصرف إلى ما تقتضيه القرينة، والنسبة إليه: حنيفي، وأما الحنفي بلا ياء فهو الذي ينسب إلى أبي حنيفة في مذهبه، حذف ها هنا الياء ليكون فرقا بينهما، وانتصابه على أنه حال من الضمير الذي في: "وجهت" أي: حال كوني في الحنيفية.

                                                قوله: (مسلما) حال أيضا، وليس هذا في رواية مسلم وأبي داود .

                                                قوله: (وما أنا من المشركين) بيان للحنيفية وإيضاح لمعناه، والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم، ويهودي، ونصراني، ومجوسي، ومرتد، وزنديق وغيرهم.

                                                قوله: (إن صلاتي) يعني عبادتي، و: "نسكي" يعني تقربي كله، وقيل: وذبحي، وجمع بين الصلاة والذبح كما في قوله تعالى: فصل لربك وانحر وقيل: صلاتي وحجي.

                                                وأصل النسك: العبادة، من النسيكة وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط، والنسيكة أيضا كل ما يتقرب به إلى الله - عز وجل -.

                                                قوله: (ومحياي ومماتي) أي: وما آتيه في حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح خالصة لوجهه لا شريك له، وبذلك الإخلاص أمرت في الكتاب، وأنا أول المسلمين.

                                                [ ص: 538 ] ويقال: "ومحياي ومماتي" أي: حياتي وموتي، ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانها، والأكثرون على فتح "ياء" محياي وإسكان "ياء" مماتي، واللام في "لله" لام الإضافة، ولها معنيان: الملك، والاختصاص، وكلاهما مراد ها هنا، والرب: المالك والسيد والمربي والمصلح، فإن وصف الله برب لأنه مالك وسيد، فهو من صفات الذات، وإن وصف به لأنه مدبر خلقه ومربيهم ومصلح لأحوالهم؛ فهو من صفات فعله، ومتى دخلته الألف واللام اختص بالله تعالى، وإذا حذفتا جاز إطلاقه على غيره فيقال: رب المال، ورب الدار، ونحو ذلك.

                                                و: "العالمون" جمع عالم، وليس للعالم واحد من لفظه، والعالم اسم لما سوى الله تعالى، ويقال: الملائكة والجن والإنس، وزاد أبو عبيدة : والشياطين، وقيل: بنو آدم خاصة، وقيل: الدنيا وما فيها.

                                                ثم هو مشتق من العلامة لأن كل مخلوق علامة على وجود صانعه. وقيل: من العلم فعلى هذا يختص بالعقلاء، وذكر ابن مالك : أن العالمين اسم جمع لمن يعقل، وليس جمع عالم لأن العالم عام والعالمين خاص، ولهذا منع أن يكون الأعراب جمع عرب لأن العرب للحاضرين والبادين، والأعراب خاص بالبادين، وقال الزمخشري : إنما جمع ليشمل كل جنس مما سمي به.

                                                فإن قلت: فهو اسم غير صفة، وإنما يجمع بالواو والنون صفات العقلاء، أو ما في حكمها من الأعلام.

                                                قلت: ساغ ذلك لمعنى الوصفية فيه، وهي الدلالة على معنى العلم فيه.

                                                قوله: (وأنا أول المسلمين) أي: من هذه الأمة؛ قاله قتادة ، أو في هذا الزمان؛ قاله الكلبي ، أو بروحي قد كنت، كقوله -عليه السلام-: "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين " وفي

                                                [ ص: 539 ] رواية مسلم : "وأنا من المسلمين " بلا "أول".

                                                قوله: (قالوا: فلما جاءت الرواية بهذا وبما قبله) أي: قال الجماعة الآخرون: لما جاءت الرواية بهذا الدعاء الطويل وهو: "وجهت..." إلى آخره وبما قبله وهو "سبحانك اللهم، وبحمدك..." إلى آخره استحببنا أن يقولهما المصلي جميعا، يعني يجمع بينهما، وقال النووي : وفي هذا الحديث استحباب دعاء الافتتاح في كل الصلوات حتى في النافلة ، وهو مذهبنا ومذهب الأكثرين إلا أن يكون إماما لقوم لا يؤثرون فيها التطويل. وقال ابن الجوزي : كان ذلك في ابتداء الأمر أو في النافلة. وقال الكاساني من أصحابنا: تأويل ذلك أنه كان يقول ذلك في التطوعات والأمر فيها أوسع، وأما الفرائض فلا يزاد فيها على ما اشتهر فيه الذكر، وهو قوله: "سبحانك اللهم..." إلى آخره، أو كان ذلك في الابتداء ثم نسخ بالآية، وهي قوله تعالى: وسبح بحمد ربك حين تقوم ذكر الجصاص عن الضحاك عن ابن عمر -رضي الله عنهما- "أنه قول المصلي عند الافتتاح: سبحانك اللهم وبحمدك" .

                                                وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا هشيم قال: أنا جويبر ، عن الضحاك في قوله تعالى: وسبح بحمد ربك حين تقوم قال: "حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء الكلمات: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك" .

                                                [ ص: 540 ] قلت: وبهذا سقط سؤال من يقول: كيف قلتم: هذا محمول على النافلة وفي رواية الدارقطني وعبد الرزاق قد صرح أنه -عليه السلام- إنما قال ذلك في المكتوبة على ما مر عن قريب، وقال الكاساني : قال أبو يوسف في "الإملاء": يقول مع التسبيح: إني وجهت وجهي... إلى آخره، ويقول: وأنا من المسلمين، ولا يقول: وأنا أول المسلمين؛ لأنه كذب، وهل تفسد صلاته إذا قال ذلك؟ قال بعضهم: تفسد؛ لأنه أدخل الكذب في الصلاة. وقال بعضهم: لا تفسد لأنه من القرآن.

                                                ثم عن أبي يوسف روايتان: في رواية: يقدم التسبيح عليه، وفي رواية: هو بالخيار إن شاء قدم وإن شاء أخر، وهو أحد قولي الشافعي ، وفي قول: يفتتح بقوله: وجهت لا بالتسبيح.

                                                قلت: أصح مذهب أبي يوسف أن يجمع بينهما، فلذلك قال الطحاوي : "وممن قال بهذا أبو يوسف " أي: ممن قال بالجمع بين وجهت والتسبيح: الإمام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري : وهو اختيار الطحاوي أيضا على ما ذكرنا، وبه أعمل إن شاء الله تعالى .




                                                الخدمات العلمية