الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن علي الملقب بالملك الأفضل - نور الدين بن السلطان صلاح الدين بن يوسف بن أيوب ، كان ولي عهد أبيه ، وقد ملك دمشق بعده مدة سنتين ، ثم أخذها منه عمه العادل ، ثم كاد أن يملك الديار المصرية بعد أخيه العزيز ، فأخذها منه عمه العادل أبو بكر ، ثم اقتصر على صرخد ، فأخذها منه أيضا عمه العادل ، ثم آل به الحال أن ملك سميساط ، وبها توفي في هذه السنة ، وكان فاضلا شاعرا ، جيد الكتابة ، ونقل إلى مدينة حلب ، فدفن بظاهرها ، وقد ذكر ابن خلكان أنه كتب إلى الخليفة الناصر لدين الله يشكو إليه عمه أبا بكر وأخاه عثمان ، وكان الناصر شيعيا مثله ، فقال :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مولاي إن أبا بكر وصاحبه عثمان قد غصبا بالسيف حق علي     وهو الذي كان قد ولاه والده
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عليهما فاستقام الأمر حين ولي     فخالفاه وحلا عقد بيعته
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والأمر بينهما والنص فيه جلي     فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      من الأواخر ما لاقى من الأول

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 139 ] الأمير سيف الدين علي بن الأمير علم الدين بن سليمان بن جندر ، وكان من أكابر الأمراء بحلب ، وله الصدقات الكثيرة ، ووقف بها مدرستين; إحداهما على الشافعية ، والأخرى على الحنفية ، وبنى الخانات والقناطر وغير ذلك من سبل الخيرات والغزوات ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ علي الكردي الموله المقيم بظاهر باب الجابية . قال أبو شامة : وقد اختلفوا فيه; فبعض الدماشقة يزعم أنه كان صاحب كرامات ، وأنكر ذلك آخرون ، وقالوا : ما رآه أحد يصلي ولا يصوم ولا لبس مداسا ، بل كان يدوس النجاسات ، ويدخل المسجد على حاله . وقال آخرون : كان له تابع من الجن يتحدث على لسانه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حكى السبط عن امرأة . قالت : جاء خبر بموت أمي باللاذقية أنها ماتت ، وقال لي بعضهم : إنها لم تمت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قالت : فمررت به وهو قاعد عند المقابر ، فوقفت عنده فرفع رأسه ، وقال لي : ماتت ماتت ، أيش تعملين؟ فكان كما قال .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : وحكى لي عبد الله صاحبي قال : جعت يوما وما كان معي شيء ، [ ص: 140 ] فاجتزت به فدفع إلي نصف درهم ، وقال : يكفي هذا للخبز والعنبريس .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : ودخل يوما على الخطيب جمال الدين الدولعي ، فقال له : يا شيخ علي ! أكلت اليوم كسيرات يابسة ، وشربت عليها الماء ، فكفتني .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال له الشيخ علي الكردي : وما تطلب نفسك شيئا آخر غير هذا؟ قال : لا . فقال : يا مسكين ، من يقنع بكسرة يابسة يحبس نفسه في هذه المقصورة ، ولا يقضي ما فرضه الله عليه من الحج .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الفخر ابن تيمية محمد بن أبي القاسم بن محمد ، الشيخ فخر الدين أبو عبد الله بن تيمية الحراني ، عالمها ومفتيها وخطيبها وواعظها ، اشتغل على مذهب الإمام أحمد ، وبرع فيه وبرز وحصل ، وجمع تفسيرا حافلا في مجلدات كثيرة ، وله الخطب المشهورة المنسوبة إليه ، وهو عم الشيخ مجد الدين صاحب " المنتقى " في الأحكام . قال أبو المظفر سبط بن الجوزي : سمعته يوم جمعة بعد الصلاة وهو يعظ الناس ينشد :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحبابنا قد نذرت مقلتي     ما تلتقي بالنوم أو نلتقي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      رفقا بقلب مغرم واعطفوا     على سقام الجسد المحرق
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 141 ] كم تمطلوني بليالي اللقا     قد ذهب العمر ولم نلتقي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد ذكرنا أنه قدم بغداد حاجا بعد وفاة شيخه أبي الفرج بن الجوزي ، ووعظ بها في مكان شيخه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الوزير ابن شكر ، صفي الدين أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الخالق بن شكر ، ولد بالديار المصرية بدميرة بين مصر والإسكندرية سنة أربعين وخمسمائة ، ودفن بتربته عند مدرسته بمصر ، وقد وزر للملك العادل ، وعمل أشياء في أيامه ، منها تبليط جامع دمشق ، وأحاط سور المصلى عليه ، وعمل الفوارة ومسجدها وعمارة جامع المزة ، وقد نكب وعزل سنة خمس عشرة وستمائة ، وبقي معزولا إلى هذه السنة ، فكانت فيها وفاته ، وقد كان مشكور السيرة ، ومنهم من يقول : كان ظالما ، فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو إسحاق إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم بن علي ، المعروف بابن البرني ، الواعظ البغدادي ، أخذ الفن عن شيخه أبي الفرج بن الجوزي ، وسمع الحديث الكثير ، ومن شعره قوله في الزهد :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 142 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ما هذه الدنيا بدار مسرة     فتخوفي مكرا لها وخداعا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بينا الفتى فيها يسر بنفسه     وبماله يستمتع استمتاعا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حتى سقته من المنية شربة     وحمته منه بعد ذاك رضاعا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فغدا بما كسبت يداه رهينة     لا يستطيع لما عرته دفاعا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لو كان ينطق قال من تحت الثرى     فليحسن العمل الفتى ما اسطاعا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      البهاء السنجاري ، أبو السعادات أسعد بن محمد بن يحيى بن موسى ، الفقيه الشافعي الشاعر ، قال ابن خلكان : كان فقيها ، وتكلم في الخلاف ، إلا أنه غلب عليه الشعر ، فأجاد فيه ، واشتهر به ، وخدم به الملوك ، وأخذ منهم الجوائز ، وطاف البلاد ، وله ديوان بالتربة الأشرفية بدمشق ، ومن رقيق شعره ورائقه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهواك ما خطر السلو بباله     ولأنت أعلم في الغرام بحاله
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومتى وشى واش إليك بأنه     سال هواك فذاك من عذاله
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أوليس للكلف المعنى شاهد     من حاله يغنيك عن تسآله
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جددت ثوب سقامه وهتكت ست     رغرامه وصرمت حبل وصاله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهي قصيدة طويلة امتدح فيها القاضي كمال الدين الشهرزوري .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لله أيامي على رامة     وطيب أوقاتي على حاجر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 143 ] تكاد للسرعة في مرها     أولها يعثر بالآخر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته في هذه السنة عن تسعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عثمان بن عيسى ، بن درباس بن فير بن جهم بن عبدوس الهذباني الماراني ضياء الدين ، أخو القاضي صدر الدين عبد الملك حاكم الديار المصرية في الدولة الصلاحية ، وضياء الدين هذا هو شارح " المهذب " وصل فيه إلى كتاب " الشهادات " في نحو من عشرين مجلدا ، وشرح " اللمع " في أصول الفقه ، و " التنبيه " للشيرازي ، وكان بارعا عالما بالمذهب ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن علي بن الحسن الرازي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم البغدادي الواعظ ، عنده فضائل ، وله شعر حسن ، فمنه قوله في الزهد :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      استعدي يا نفس للموت واسعي     لنجاة فالحازم المستعد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قد تبينت أنه ليس للحي     خلود ولا من الموت بد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إنما أنت مستعيرة ما سو     ف تردين والعواري ترد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أنت تسهين والحوادث لا تس     هو وتلهين والمنايا تجد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 144 ] لا ترجي البقاء في معدن المو     ت ودار حتوفها لك ورد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أي ملك في الأرض أم أي حظ     لامرئ حظه من الأرض لحد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كيف يهوى امرؤ لذاذة أي     ام عليه الأنفاس فيها تعد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الزيتوني

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      البوازيجي ثم البغدادي ، شيخ فاضل ، له رواية ، ومما أنشده :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ضيق العذر في الضراعة أنا     لو قنعنا بقسمنا لكفانا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ما لنا نعبد العباد إذا كا     ن إلى الله فقرنا وغنانا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الفضل عبد الرحيم بن نصر الله ، بن علي بن منصور بن الكيال الواسطي ، من بيت الفقه والقضاء ، وكان أحد المعدلين ببغداد ، ومن شعره :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فتبا لدنيا لا يدوم نعيمها     تسر يسيرا ثم تبدي المساويا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تريك جمالا في النقاب وزخرفا     وتسفر عن شوهاء طحياء عاميا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومن ذلك قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إن كنت بعد الظاعنين تسامحت     بالغمض أجفاني فما أجفاني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أو كنت من بعد الأحبة ناظرا     حسنا بإنساني فما أنساني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 145 ] الدهر مغفور له زلاته     إن حاد أوطاني على أوطاني

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي الحسن بن علي ، بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمار بن فهر بن وقاح الياسري ، نسبة إلى عمار بن ياسر ، شيخ بغدادي فاضل ، له مصنفات في التفسير والفرائض ، وله خطب ورسائل وأشعار حسنة ، وكان مقبول الشهادة عند الحكام .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو بكر محمد بن يوسف بن الطباخ

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الواسطي البغدادي الصوفي ، باشر بعض الولايات ببغداد ومما أنشده :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ما وهب الله لامرئ هبة     أحسن من عقله ومن أدبه
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هما جمال الفتى فإن فقدا     ففقده للحياة أجمل به

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن يونس شارح " التنبيه " أبو الفضل أحمد بن الشيخ العلامة كمال الدين أبي الفتح موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد بن سعد بن سعيد بن عاصم بن عابد بن كعب بن قيس بن إبراهيم الإربلي الأصل ، ثم الموصلي ، من بيت العلم والرياسة ، اشتغل على أبيه في فنونه وعلومه ، فبرع وتقدم ودرس ، وشرح " التنبيه " ، واختصر " إحياء علوم الدين " للغزالي [ ص: 146 ] مرتين صغيرا وكبيرا ، وكان يدرس منه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان : وقد ولي بإربل مدرسة الملك المظفر بعد موت والدي في سنة عشر وستمائة ، وكنت أحضر عنده وأنا صغير ، ولم أر أحدا يدرس مثله ، ثم صار إلى بلده سنة سبع عشرة ، ومات في يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الآخر من هذه السنة عن سبع وأربعين سنة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية