الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 579 ] فصل

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الواقدي : وفيها - يعني في السنة الأولى في ذي القعدة - عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص إلى الخرار لواء أبيض يحمله المقداد بن الأسود ، فحدثني أبو بكر بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : خرجت في عشرين رجلا على أقدامنا - أو قال : أحد وعشرين رجلا - فكنا نكمن النهار ونسير الليل ، حتى صبحنا الخرار صبح خامسة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلي أن لا أجاوز الخرار ، وكانت العير قد سبقتني قبل ذلك بيوم ، قال الواقدي : كانت العير ستين ، وكان من مع سعد كلهم من المهاجرين . قال أبو جعفر بن جرير : وعند ابن إسحاق ، أن هذه السرايا الثلاث - التي ذكرها الواقدي - كلها في السنة الثانية من الهجرة من وقت التاريخ .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قلت : كلام ابن إسحاق ليس بصريح - فيما قاله أبو جعفر ، لمن تأمله - كما سنورده في أول كتاب المغازي ، في أول السنة الثانية من الهجرة ، [ ص: 580 ] وذلك تلو ما نحن فيه إن شاء الله ، إذ يحتمل أن يكون مراده أنها وقعت هذه السرايا في السنة الأولى ، وسنزيدها بسطا وشرحا إذا انتهينا إليها ، إن شاء الله تعالى . والواقدي عنده زيادات حسنة وتاريخ محرر غالبا; فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار وهو صدوق في نفسه مكثار ، كما بسطنا القول في عدالته وجرحه في كتابنا الموسوم ب " التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل " . ولله الحمد والمنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية