الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6481 14 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل، قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار، قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للآية المذكورة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  وعبد الرحمن بن المبارك: ابن عبد الله ، وأيوب هو السختياني ، ويونس هو ابن عبيد البصري ، والحسن هو البصري ، والأحنف بن قيس : السعدي البصري، واسمه الضحاك ، والأحنف لقبه، عرف به، يكنى أبا بحر ، أدرك النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ولم يره، قاله أبو عمر ، وقال: أسلم على عهد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قلت: فلذلك دعا له النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة سبع وستين بالكوفة، وأبو بكرة: نفيع بن الحارث .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الإيمان في باب المعاصي من أمر الجاهلية، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله: "لأنصر هذا الرجل" أراد به علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان الأحنف تخلف عنه في وقعة الجمل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ارجع" أمر من الرجوع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بسيفهما" بإفراد السيف رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره بالتثنية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فالقاتل" بالفاء لأنه جواب "إذا"، وقال الكرماني : ويروى بدون الفاء، وهو دليل على جواز حذف الفاء من جواب الشرط نحو: "من يفعل الحسنات الله يشكرها" .

                                                                                                                                                                                  وقال: يحتمل أن يقال: "إذا" ظرفية، وفيه تأمل، وقال الخطابي : هذا الوعيد إذا لم يكونا يتقاتلان على [ ص: 38 ] تأويل، وإنما يتقاتلان على عداوة أو طلب دنيا ونحوه، وأما من قاتل أهل البغي أو دفع الصائل فقتل ، فإنه لا يدخل في هذا الوعيد لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه، غير قاصد به قتل صاحبه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية