الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6501 36 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله قال: قالت عائشة : لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، وجعل يشير إلينا: لا تلدوني، قال: فقلنا: كراهية المريض بالدواء، فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني، قال: قلنا: كراهية للدواء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبقى منكم أحد إلا لد وأنا أنظر، إلا العباس، فإنه لم يشهدكم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا الحديث قد مضى عن قريب في باب القصاص بين الرجال والنساء، فإنه أخرجه هناك عن عمرو بن علي ، عن يحيى إلى آخره، وهنا أخرجه عن مسدد ، عن يحيى القطان ، عن سفيان الثوري ، عن موسى بن أبي عائشة الهمداني ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وقال الكرماني : وحديث اللدود ليس صريحا في القصاص، لاحتمال أن يكون عقوبة لهم، حيث خالفوا أمره صلى الله تعالى عليه وسلم، قال شارح التراجم: أما القصاص من اللطمة والدرة والأسواط فليس من الترجمة ؛ لأنه من شخص واحد، وقد يجاب عنه بأنه إذا كان القود يؤخذ من هذه المحقرات، فكيف لا يقاد من الجمع من الأمور العظام كالقتل، والقطع، وأشباه ذلك .

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا تلدوني" بالضم، وقيل: بالكسر .

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال" أي قال صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله: "كراهية" بالنصب والرفع .

                                                                                                                                                                                  قوله: "بالدواء" ويروى "للدواء" .

                                                                                                                                                                                  قوله: "ألم أنهكم" ويروى "ألم أنهكن" .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا لد" بضم اللام وتشديد الدال على صيغة المجهول .

                                                                                                                                                                                  قوله: "وأنا أنظر" جملة حالية، أي لد بحضوري، وحالة نظري إليه .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا العباس " استثناء من "أحد"، وهو لم يكن حاضرا وقت اللد، فلا قصاص عليه، ومر الكلام فيه في الباب المذكور، فليرجع إليه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية