الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1911 1912 1913 ص: وقد روي في ذلك عمن بعد النبي - عليه السلام - أنه صلى في الاستسقاء وجهر بالقراءة.

                                                حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو غسان، قال: نا زهير بن معاوية، قال: ثنا أبو إسحاق قال: "خرج عبد الله بن يزيد يستسقي، وكان قد رأى النبي - عليه السلام -، قال: وخرج فيمن كان معه البراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، -قال أبو إسحاق: وأنا معهم يومئذ- فقام قائما على راحلته على غير منبر، فاستسقى واستغفر، وصلى ركعتين ونحن خلفه، فجهر بالقراءة، ولم يؤذن يومئذ ولم يقم".

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: ثنا زهير ..... فذكر مثله بإسناده، غير أنه لم يذكر في حديثه أن عبد الله بن يزيد قد كان رأى النبي - عليه السلام -.

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال: " خرج عبد الله بن يزيد يستسقي بالكوفة ، فصلى ركعتين". .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي في الاستسقاء عمن بعد النبي - عليه السلام - من الصحابة أنه صلى في الاستسقاء وجهر بالقراءة في الصلاة، وهم: عبد الله بن يزيد الخطمي، شهد

                                                [ ص: 312 ] الحديبية مع رسول الله - عليه السلام - وهو ابن سبع عشرة سنة، وشهد الجمل وصفين والنهروان مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وكان أميرا على الكوفة. والبراء بن عازب وزيد بن أرقم; فإنهم صلوا صلاة الاستسقاء ركعتين بجهر القراءة، وكان الإمام هو عبد الله بن يزيد الخطمي .

                                                وأخرج أثره من ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن فهد بن سليمان ، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل شيخ البخاري ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ... إلى آخره.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا وكيع، ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق قال: "خرجنا مع عبد الله بن يزيد الأنصاري نستسقي، فصلى ركعتين وخلفه زيد بن أرقم".

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري البغدادي أحد أصحاب أبي حنيفة ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق السبيعي ... إلى آخره.

                                                الثالث: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله ... إلى آخره.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه" : من حديث شعبة ، عن أبي إسحاق: "أن عبد الله ابن يزيد الأنصاري خرج يستسقي، فصلى ركعتين، ثم استسقى، فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وليس بيني وبينه غير رجل، قلت: كم غزا رسول الله - عليه السلام-؟ قال: تسع عشرة. قلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة. قلت: فما أول غزوة غزاها؟ قال: ذات العسيرة". انتهى.

                                                [ ص: 313 ] ومنهم: أبو موسى الأشعري، قال ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه، عن حارثة بن مضرب العبدي قال: "خرجنا مع أبي موسى نستسقي فصلى بنا ركعتين بغير أذان ولا إقامة".

                                                ومنهم: عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، استسقى عام الرمادة، وكذلك معاوية استسقى، وكذلك غيرهم من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -.




                                                الخدمات العلمية