الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6726 9 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- سرية، وأمر عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا، ثم دخلتم فيها، فجمعوا حطبا، فأوقدوا، فلما هموا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فرارا من النار، أفندخلها؟ فبينما هم كذلك؛ إذ خمدت النار وسكن غضبه، فذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، والأعمش سليمان وسعد بن عبيدة - بضم العين وفتح الباء الموحدة - أبو حمزة - بالزاي - ختن أبي عبد الرحمن الذي يروي عنه، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن حبيب السلمي ، ولأبيه صحبة. وعلي هو ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في المغازي في باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد ؛ فإنه أخرجه هناك عن مسدد ، عن عبد الواحد ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك مستوفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " سرية " هي قطعة من الجيش نحو ثلاثمائة أو أربعمائة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " رجلا " هو عبد الله بن حذافة السهمي .

                                                                                                                                                                                  قوله: " لما جمعتم " بالتخفيف، وجاء بالتشديد أي: إلا جمعتم، وجاء لما بمعنى كلمة إلا للاستثناء، ومعناه: ما أطلب منكم إلا جمعكم، ذكره الزمخشري في المفصل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أفندخلها " الهمزة فيه للاستفهام.

                                                                                                                                                                                  قوله: " خمدت " بالخاء المعجمة وفتح الميم، وقال ابن التين : في بعض الروايات بكسر الميم، ولا يعرف في اللغة، قال: ومعنى خمدت سكن لهيبها، وإن لم يطفأ جمرها؛ فإن طفئ قيل: همدت.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا " قال الداودي : يريد تلك النار؛ لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء، وليس المراد بالنار نار جهنم، ولا أنهم يخلدون فيها، وقال الكرماني : قوله: " لما خرجوا " فإن قلت: ما وجه الملازمة؟ قلت: الدخول فيها معصية، فإذا استحلوها كفروا، وهذا جزاء من جنس العمل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إنما الطاعة في المعروف " يعني تجب الطاعة في المعروف لا في المعصية ، وقد مر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية