الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تنبيهات .

الأول : ذكر قدامة من أنواع البديع الإشارة ، وفسرها بالإتيان بكلام قليل ذي معان جمة . وهذا هو إيجاز القصر بعينه ، لكن فرق بينهما ابن أبي الإصبع بأن الإيجاز دلالته مطابقة ، ودلالة الإشارة إما تضمن أو التزام ، فعلم منه أن المراد بها ما تقدم في مبحث المنطوق .

الثاني : ذكر القاضي أبو بكر في إعجاز القرآن أن من الإيجاز نوعا يسمى التضمين ؛ وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة عنه .

قال : وهو نوعان .

أحدهما : ما يفهم من البينة ؛ كقوله : معلوم ، فإنه يوجب أنه لا بد من عالم .

والثاني : من معنى العبارة ك ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، فإنه تضمن تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه على جهة التعظيم لله تعالى والتبرك باسمه .

الثالث : ذكر ابن الأثير وصاحب عروس الأفراح وغيرهما : أن من أنواع إيجاز القصر باب الحصر ؛ سواء كان بإلا ، أو بإنما ، أو غيرهما من أدواته ؛ لأن الجملة فيها نابت مناب جملتين . [ ص: 82 ] وباب العطف ؛ لأن حرفه وضع للإغناء عن إعادة العامل .

وباب النائب عن الفاعل ؛ لأنه دل على الفاعل بإعطائه حكمه ، وعلى المفعول بوضعه .

وباب الضمير ؛ لأنه وضع للاستغناء به عن الظاهر اختصارا ، ولذا لا يعدل إلى المنفصل مع إمكان المتصل .

وباب : علمت أنك قائم ؛ لأنه محتمل لاسم واحد سد مسد المفعولين من غير حذف .

ومنها : باب التنازع ، إذا لم نقدر على رأي الفراء .

ومنها : جمع أدوات الاستفهام والشرط ، فإن ( كم مالك ) يغني عن قولك : أهو عشرون أم ثلاثون ؟ وهكذا إلى ما لا يتناهى . ومنها الألفاظ اللازمة للعموم كأحد .

ومنها : لفظ التثنية والجمع ، فإنه يغني عن تكرير المفرد ، وأقيم الحرف فيهما مقامه اختصارا . ومما يصلح أن يعد من أنواعه : المسمى بالاتساع من أنواع البديع ؛ وهو أن يؤتى بكلام يتسع فيه التأويل بحسب ما تحتمله ألفاظه من المعاني ، كفواتح السور ، ذكره ابن أبي الإصبع .

التالي السابق


الخدمات العلمية