الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل [ في أنواع الحذف ] .

الحذف على أنواع :

أحدها : ما يسمى بالاقتطاع ؛ وهو حذف بعض حروف الكلمة ، وأنكر ابن الأثير ورود هذا النوع في القرآن ، ورد : بأن بعضهم جعل منه فواتح السور على القول بأن كل حرف منها من اسم من أسمائه كما تقدم .

وادعى بعضهم أن الباء في : وامسحوا برءوسكم [ المائدة : 6 ] ، أول كلمة بعض ، ثم حذف الباقي ، ومنه قراءة بعضه ( ونادوا يا مال ) بالترخيم ، ولما سمعها بعض [ ص: 92 ] السلف قال : ما أغنى أهل النار عن الترخيم ! وأجاب بعضهم بأنهم لشدة ما هم فيه عجزوا عن إتمام الكلمة .

ويدخل في هذا النوع حذف همزة ( أنا ) في قوله : لكنا هو الله ربي [ الكهف : 38 ] ؛ إذ الأصل ( لكن أنا ) حذفت همزة ( أنا ) تخفيفا ، وأدغمت النون في النون .

ومثله ما قرئ : ويمسك السماء أن تقع على الأرض ) [ الحج : 65 ] ، بما أنزل إليك [ البقرة : 4 ] ، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه [ البقرة : 203 ] ، إنها لإحدى الكبر [ المدثر : 35 ] .

النوع الثاني : ما يسمى بالاكتفاء ؛ وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط ، فيكتفى بأحدهما عن الآخر لنكتة .

ويختص غالبا بالارتباط العطفي كقوله : سرابيل تقيكم الحر [ النحل : 81 ] ؛ أي : والبرد ، وخصص الحر بالذكر لأن الخطاب للعرب ، وبلادهم حارة ، والوقاية عندهم من الحر أهم ؛ لأنه أشد عندهم من البرد .

وقيل : لأن البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحا في قوله : ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها [ النحل : 80 ] ، وفي قوله : وجعل لكم من الجبال أكنانا [ النحل : 81 ] ، وفي قوله تعالى : والأنعام خلقها لكم فيها دفء [ النحل : 5 ] .

ومن أمثلة هذا النوع : بيدك الخير [ آل عمران : 26 ] ؛ أي : والشر ؛ وإنما خص الخير بالذكر ؛ لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم ، أو لأنه أكثر وجودا في العالم ، أو لأن إضافة الشر إلى الله تعالى ليس من باب الآداب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : والشر ليس إليك

ومنها : وله ما سكن في الليل والنهار [ الأنعام : 13 ] ؛ أي : وما تحرك ، وخص السكون بالذكر ؛ لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد ، ولأن كل متحرك يصير إلى السكون .

ومنها : الذين يؤمنون بالغيب [ البقرة : 3 ] ؛ أي : والشهادة ؛ لأن الإيمان بكل منهما واجب ، وآثر الغيب لأنه أمدح ، ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس .

[ ص: 93 ] ومنها : ورب المشارق [ الصافات : 5 ] ؛ أي : والمغارب .

ومنها : هدى للمتقين [ البقرة : 2 ] ؛ أي : وللكافرين ، قاله ابن الأنباري ، ويؤيده في قوله : هدى للناس [ البقرة : 185 ] .

ومنها : إن امرؤ هلك ليس له ولد [ النساء : 176 ] ؛ أي : ولا والد بدليل أنه أوجب للأخت النصف ؛ وإنما يكون ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها .

النوع الثالث : ما يسمى بالاحتباك : وهو من ألطف الأنواع وأبدعها وقل من تنبه له أو نبه عليه من أهل فن البلاغة ، ولم أره إلا في شرح بديعية الأعمى لرفيقه الأندلسي ، وذكره الزركشي في البرهان ، ولم يسمه هذا الاسم ، بل سماه الحذف المقابلي .

وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلامة برهان الدين البقاعي .

قال الأندلسي في شرح البديعية : من أنواع البديع الاحتباك ؛ وهو نوع عزيز ، وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول ؛ كقوله تعالى : ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق [ البقرة : 171 ] الآية . التقدير : ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به ، فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه ، ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه .

وقوله : وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء [ النمل : 12 ] ، التقدير : ( تدخل غير بيضاء ) ، ( وأخرجها تخرج بيضاء ) ، فحذف من الأول ( غير بيضاء ) ، ومن الثاني ( وأخرجها ) .

وقال الزركشي : وهو أن يجتمع في الكلام متقابلان ، فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى : أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون [ هود : 35 ] ، التقدير : إن افتريته فعلي إجرامي وأنتم برآء منه ، وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون .

وقوله : ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم [ الأحزاب : 24 ] ، التقدير : ويعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم ، أو يتوب عليهم فلا يعذبهم .

وقوله : ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن [ البقرة : 222 ] ؛ أي : حتى يطهرن [ ص: 94 ] من الدم ويتطهرن بالماء ، فإذا طهرن وتطهرن فأتوهن .

وقوله : خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا [ التوبة : 102 ] ؛ أي : عملا صالحا بسيئ ، وآخر سيئا بصالح .

قلت : ومن لطيفه قوله : فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة [ آل عمران : 13 ] ؛ أي : فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت .

وفي الغرائب للكرماني : في الآية الأولى التقدير : مثل الذين كفروا يا محمد كمثل الناعق مع الغنم ، فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر ، وله في القرآن نظائر ، وهو أبلغ ما يكون من الكلام . انتهى .

ومأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه : الشد والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب ، فحبك الثوب : سد ما بين خيوطه من الفرج ، وشده وإحكامه ، بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق .

وبيان أخذه منه : أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج بين الخيوط ، فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه ، فوضع المحذوف مواضعه ، كان حابكا له ، مانعا من خلل يطرقه ، فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق .

النوع الرابع : ما يسمى بالاختزال : هو ما ليس واحدا مما سبق ، وهو أقسام ، لأن المحذوف إما كلمة اسم أو فعل أو حرف أو أكثر .

أمثلة حذف الاسم :

حذف المضاف : وهو كثير في القرآن جدا ، حتى قال ابن جني : في القرآن منه زهاء ألف موضع ، وقد سردها الشيخ عز الدين في كتابه " المجاز على ترتيب السور والآيات " .

ومنه : الحج أشهر [ البقرة : 197 ] ؛ أي : حج أشهر أو أشهر الحج . ولكن البر من آمن [ البقرة : 177 ] ؛ أي : ذا البر ، أو بر من . حرمت عليكم أمهاتكم [ النساء : 23 ] ؛ أي : نكاح أمهاتكم . لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات [ الإسراء : 75 ] ؛ أي : ضعف عذاب . وفي الرقاب [ البقرة : 177 ] ؛ أي : وفي تحرير الرقاب .

[ ص: 95 ] حذف المضاف إليه يكثر في ياء المتكلم ، نحو : رب اغفر لي [ الأعراف : 151 ] ، وفي الغايات ، نحو : لله الأمر من قبل ومن بعد ؛ أي : من قبل الغلب ومن بعده .

وفي كل ، وأي ، وبعض ، وجاء في غيرهن كقراءة ( فلا خوف عليهم ) [ البقرة : 38 ] بضم بلا تنوين ؛ أي : فلا خوف شيء عليهم .

حذف المبتدإ : يكثر في جواب الاستفهام ، نحو : وما أدراك ما هيه نار [ القارعة : 10 ، 11 ] ؛ أي : هي نار . وبعد فاء الجواب ، نحو : من عمل صالحا فلنفسه أي : فعمله لنفسه . ومن أساء فعليها [ الجاثية : 15 ] ؛ أي : فإساءته عليها .

وبعد القول ، نحو : وقالوا أساطير الأولين [ الفرقان : 5 ] ، قالوا أضغاث أحلام [ يوسف : 44 ] ، وبعد ما الخبر صفة له في المعنى ، نحو : التائبون العابدون [ التوبة : 112 ] ، ونحو : صم بكم عمي [ البقرة : 18 ] .

ووقع في غير ذلك ، نحو : لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل [ آل عمران : 196 ، 197 ] ، لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ [ الأحقاف : 35 ] ؛ أي : هذا . سورة أنزلناها [ النور : 1 ] ؛ أي : هذه .

ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع حذف الخبر ، نحو : أكلها دائم وظلها [ الرعد : 35 ] ؛ أي : دائم ، ويحتمل الأمرين . فصبر جميل [ يوسف : 18 ] ؛ أي : أجمل ، أو فأمري صبر : فتحرير رقبة [ النساء : 92 ] ؛ أي : عليه ، أو : فالواجب .

حذف الموصوف : وعندهم قاصرات الطرف [ الصافات : 48 ] ؛ أي : حور قاصرات . أن اعمل سابغات [ سبإ : 11 ] ؛ أي : دروعا سابغات . أيها المؤمنون [ النور : 31 ] ؛ أي : القوم المؤمنون .

حذف الصفة : نحو : يأخذ كل سفينة [ الكهف : 79 ] ؛ أي : صالحة بدليل أنه قرئ كذلك ، وأن تعييبها لا يخرجها عن كونها سفينة . الآن جئت بالحق [ البقرة : 71 ] ؛ أي : الواضح ، وإلا لكفروا بمفهوم ذلك . فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا [ الكهف : 105 ] ؛ أي : نافعا .

[ ص: 96 ] حذف المعطوف عليه : أن اضرب بعصاك البحر فانفلق [ الشعراء : 63 ] ؛ أي : فضرب فانفلق .

وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل ففي تخريجه وجهان .

أحدهما : أن يكون تعليلا معلله محذوف كقوله : وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا [ الأنفال : 17 ] ، فالمعنى : وللإحسان إلى المؤمنين فعل ذلك .

والثاني : أنه معطوف على علة أخرى مضمرة لتظهر صحة العطف ؛ أي : فعل ذلك ليذيق الكافرين بأسه وليبلي .

حذف المعطوف مع العاطف : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل [ الحديد : 10 ] ؛ أي : ومن أنفق بعده بيدك الخير [ آل عمران : 26 ] ؛ أي : والشر .

حذف المبدل منه : خرج عليه : ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب [ النحل : 116 ] ؛ أي : لما تصفه و ( الكذب ) بدل من الهاء .

حذف الفاعل : لا يجوز إلا في فاعل المصدر ، نحو : لا يسأم الإنسان من دعاء الخير [ فصلت : 49 ] ؛ أي : دعائه الخير . وجوزه الكسائي مطلقا لدليل ، وخرج عليه : إذا بلغت التراقي [ القيامة : 26 ] ؛ أي : الروح . حتى توارت بالحجاب [ ص : 32 ] ؛ أي : الشمس .

حذف المفعول : تقدم أنه كثير في مفعول المشيئة والإرادة ، ويرد في غيرهما ، نحو : إن الذين اتخذوا العجل [ الأعراف : 152 ] ؛ أي : إلها . كلا سوف تعلمون [ التكاثر : 3 ] ؛ أي : عاقبة أمركم .

حذف الحال : يكثر إذا كان قولا ، نحو : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام [ الرعد : 23 ، 24 ] ؛ أي : قائلين .

حذف المنادى : ألا يسجدوا [ النمل : 25 ] ؛ أي : يا هؤلاء . ياليت [ القصص : 79 ] ؛ أي : يا قوم .

حذف العائد : يقع على أربعة أبواب :

الصلة : نحو : أهذا الذي بعث الله رسولا [ الفرقان : 41 ] ؛ أي : بعثه .

والصفة : نحو : واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس [ البقرة : 48 ] ؛ أي : فيه .

والخبر : نحو : وكلا وعد الله الحسنى [ النساء : 95 ] ؛ أي : وعده .

[ ص: 97 ] والحال :

حذف مخصوص نعم : إنا وجدناه صابرا نعم العبد [ ص : 44 ] ؛ أي : أيوب . فقدرنا فنعم القادرون [ المرسلات : 33 ] ؛ أي : نحن . ولنعم دار المتقين [ النحل : 33 ] ؛ أي : الجنة .

حذف الموصول : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم [ العنكبوت : 46 ] ؛ أي : والذي أنزل إليكم ؛ لأن الذي أنزل إلينا ليس هو الذي أنزل إلى من قبلنا ؛ ولهذا أعيدت ( ما ) في قوله : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم [ البقرة : 136 ] .

أمثلة حذف الفعل :

يطرد إذا كان مفسرا ، نحو : وإن أحد من المشركين استجارك [ التوبة : 6 ] ، إذا السماء انشقت [ الانشقاق : 1 ] ، قل لو أنتم تملكون [ الإسراء : 100 ] ، ويكثر في جواب الاستفهام ، نحو : وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا [ النحل : 30 ] ؛ أي : أنزل .

وأكثر منه حذف القول ، نحو : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا [ البقرة : 127 ] ؛ أي : يقولان ربنا .

قال أبو علي : حذف القول من حديث البشر قل ولا حرج . ويأتي من غير ذلك ، نحو : انتهوا خيرا لكم [ النساء : 171 ] ؛ أي : وأتوا . والذين تبوءوا الدار والإيمان [ الحشر : 9 ] ؛ أي : وألفوا الإيمان أو اعتقدوا . اسكن أنت وزوجك الجنة [ البقرة : 35 ] ؛ أي : وليسكن زوجك . وامرأته حمالة الحطب [ المسد : 4 ] ؛ أي : أذم . والمقيمين الصلاة [ النساء : 162 ] ؛ أي : أمدح . ولكن رسول الله [ الأحزاب : 40 ] ؛ أي : كان . وإن كلا لما [ هود : 111 ] ؛ أي : يوفوا أعمالهم . أمثلة حذف الحرف :

قال ابن جني في " المحتسب " : أخبرنا أبو علي ، قال : قال أبو بكر حذف الحرف ليس بقياس ؛ لأن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار ، فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصرا لها هي أيضا ، واختصار المختصر إجحاف به .

حذف همزة الاستفهام : قرأ ابن محيصن : سواء عليهم أأنذرتهم [ البقرة : 6 ] ، [ ص: 98 ] وخرج عليه : هذا ربي [ الأنعام : 76 - 78 ] ، في المواضع الثلاثة . وتلك نعمة تمنها [ الشعراء : 22 ] ؛ أي : أوتلك ؟

حذف الموصول الحرفي :

قال ابن مالك : لا يجوز إلا في ( أن ) ، نحو : ومن آياته يريكم البرق [ الروم : 24 ] ،

وحذف الجار يطرد مع ( أن ) و ( أن ) ، نحو : يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم [ الحجرات : 17 ] ، أطمع أن يغفر لي [ الشعراء : 82 ] ، أيعدكم أنكم [ المؤمنون : 35 ] ؛ أي : بأنكم . وجاء مع غيرهما ، نحو : قدرناه منازل [ يس : 39 ] ؛ أي : قدرناه له . ويبغونها عوجا [ الأعراف : 45 ] ؛ أي : لها يخوف أولياءه [ آل عمران : 175 ] ؛ أي : يخوفكم بأوليائه . واختار موسى قومه [ الأعراف : 155 ] ؛ أي : من قومه . ولا تعزموا عقدة النكاح [ البقرة : 235 ] ؛ أي : على عقدة النكاح .

حذف العاطف : خرج عليه الفارسي : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا [ التوبة : 92 ] ؛ أي : وقلت . وجوه يومئذ ناعمة [ الغاشية : 8 ] ؛ أي : ووجوه عطفا على : وجوه يومئذ خاشعة [ الغاشية : 2 ] .

حذف فاء الجواب : وخرج عليه الأخفش : إن ترك خيرا الوصية للوالدين [ البقرة : 180 ] .

حذف حرف النداء كثير : ها أنتم أولاء [ آل عمران : 119 ] ، يوسف أعرض [ يوسف : 29 ] ، قال رب إني وهن العظم مني [ مريم : 4 ] ، فاطر السماوات والأرض [ الأنعام : 14 ] ، وفي " العجائب " للكرماني : كثر حذف يا في القرآن من الرب تنزيها وتعظيما ؛ لأن في النداء طرفا من الأمر .

حذف ( قد ) في الماضي إذا وقع حالا ، ، نحو : أو جاءوكم حصرت صدورهم [ النساء : 90 ] ، أنؤمن لك واتبعك الأرذلون [ الشعراء : 111 ] .

حذف ( لا ) النافية : يطرد في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعا ، نحو : أنؤمن لك واتبعك الأرذلون [ يوسف : 85 ] ، وورد في غيره ، نحو : وعلى الذين يطيقونه فدية [ البقرة : 184 ] ؛ أي : لا يطيقونه . وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم [ النحل : 15 ] ؛ أي : لئلا تميد .

حذف لام التوطئة : وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن [ المائدة : 73 ] ، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [ الأنعام : 121 ] .

[ ص: 99 ] حذف لام الأمر : خرج عليه قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا [ إبراهيم : 31 ] ؛ أي : ليقيموا .

حذف لام ( لقد ) : يحسن مع طول الكلام ، نحو : قد أفلح من زكاها [ الشمس : 9 ] .

حذف نون التوكيد : خرج عليه قراءة : ( ألم نشرح ) بالنصب .

حذف التنوين : خرج عليه قراءة : ( قل هو الله أحد الله الصمد ) [ الإخلاص : 1 ] ، ( ولا الليل سابق النهار ) بالنصب .

حذف نون الجمع : خرج عليه قراءة : ( وما هم بضاري به من أحد )

حذف حركة الإعراب والبناء : خرج عليه قراءة : فتوبوا إلى بارئكم ) ، و يأمركم [ البقرة : 67 ] ، وبعولتهن أحق [ البقرة : 228 ] بسكون الثلاثة ، وكذا : أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح [ البقرة : 237 ] ، فأواري سوأة أخي [ المائدة : 31 ] ، ما بقي من الربا [ البقرة : 278 ] .

أمثلة حذف أكثر من كلمة :

حذف مضافين : فإنها من تقوى القلوب [ الحج : 32 ] ؛ أي : فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب . فقبضت قبضة من أثر الرسول [ طه : 96 ] ؛ أي : من أثر حافر فرس الرسول . تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت [ الأحزاب : 19 ] ؛ أي : كدوران عين الذي . وتجعلون رزقكم [ الواقعة : 82 ] ؛ أي : بدل شكر رزقكم .

حذف ثلاثة متضايفات :

فكان قاب قوسين [ النجم : 9 ] ؛ أي : فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين ، فحذف ثلاثة من اسم ( كان ) وواحد من خبرها .

حذف مفعولي باب ظن : أين شركائي الذين كنتم تزعمون [ القصص : 62 ] ؛ أي : تزعمونهم شركائي .

حذف الجار مع المجرور : خلطوا عملا صالحا أي : بسيئ . وآخر سيئا [ التوبة : 102 ] ، [ ص: 100 ] أي : بصالح .

حذف العاطف مع المعطوف : تقدم .

حذف حرف الشرط وفعله : يطرد بعد الطلب ، نحو : فاتبعوني يحببكم الله [ آل عمران : 31 ] ؛ أي : إن اتبعتموني . قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة [ إبراهيم : 31 ] ؛ أي : إن قلت لهم يقيموا . وجعل منه الزمخشري : فلن يخلف الله عهده [ البقرة : 80 ] ؛ أي : إن اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله ، وجعل منه أبو حيان : فلم تقتلون أنبياء الله من قبل [ البقرة : 91 ] ؛ أي : إن كنتم آمنتم بما أنزل إليكم فلم تقتلون .

حذف جواب الشرط : فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء [ الأنعام : 35 ] ؛ أي : فافعل وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون [ يس : 45 ] ؛ أي : أعرضوا بدليل ما بعده أئن ذكرتم [ يس : 19 ] ؛ أي : لتطيرتم . ولو جئنا بمثله مددا [ الكهف : 109 ] ؛ أي : لنفد . ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم [ السجدة : 12 ] ؛ أي : لرأيت أمرا فظيعا . ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم [ النور : 20 ] ؛ أي : لعذبكم . لولا أن ربطنا على قلبها [ القصص : 10 ] ؛ أي : لأبدت به . ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم [ الفتح : 25 ] ؛ أي : لسلطكم على أهل مكة .

حذف جملة القسم : لأعذبنه عذابا شديدا [ النمل : 21 ] ؛ أي : والله .

حذف جوابه : والنازعات غرقا [ النازعات : 1 ] ، الآيات ؛ أي : لتبعثن . ص والقرآن ذي الذكر [ ص : 1 ] ؛ أي : إنه لمعجز . ق والقرآن المجيد [ ق : 1 ] ؛ أي : ما الأمر كما زعموا .

حذف جملة مسببة عن المذكور ، نحو : ليحق الحق ويبطل الباطل [ الأنفال : 8 ] ؛ أي : فعل ما فعل .

[ ص: 101 ] حذف جمل كثيرة ، نحو : فأرسلون يوسف أيها الصديق [ يوسف : 45 ، 46 ] ؛ أي : فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ففعلوا ، فأتاه فقال له : يا يوسف .

التالي السابق


الخدمات العلمية