الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2915 1666 - (2919) - (1\318) حدثنا عبد الله بن عباس، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس، إذ مر به عثمان بن مظعون، فكشر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تجلس؟ " قال: بلى. قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبله، فبينما هو يحدثه إذ شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء، فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض، فتحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره، وأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له، وابن مظعون ينظر، فلما قضى حاجته، واستفقه ما يقال له، شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء، فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى، قال: يا محمد، فيم كنت أجالسك وآتيك، ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة قال: "وما رأيتني فعلت؟ " قال: رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء، ثم وضعته حيث وضعته على يمينك، فتحرفت إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك. قال: "وفطنت لذاك؟ " قال عثمان: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني رسول الله آنفا، وأنت جالس " قال: رسول الله؟ قال: "نعم " قال: فما قال لك؟ قال: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [النحل: 90] قال [ ص: 110 ] عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي، وأحببت محمدا .

التالي السابق


* قوله: "فتكشر": من الكشر، وهو ظهور الأسنان للضحك، وقد كاشره:

إذا ضحك في وجهه وباسطه.

* "شخص": أي: رفع.

* "على عينه": أي: عند عينه، وفي مقابلتها، والظاهر أن الضمير للملك.

* "ينغض": من أنغض - بغين وضاد معجمتين - أي: يحرك.

*" شخص بصر": أي: ارتفع.

* "بجلسته": - بكسر الجيم - .

* "فيم كنت أجالسك وآتيك": أي: في أي شيء جالستك وجئت عندك، فما رأيتك فعلت مثل هذا; أي: متى ما جالستك وجئت، فما رأيت منك مثل ما رأيت منك اليوم، والمراد بالغداة: تلك الساعة، والله تعالى أعلم.

في "المجمع": فيه شهر، وثقه أحمد وجماعة، وفيه ضعف لا يضر، وبقية رجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية