الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ الإبداع ]

الإبداع : بالباء الموحدة : أن يشتمل الكلام على عدة ضروب من البديع . قال ابن أبي الإصبع : ولم أر في الكلام مثل قوله تعالى : ياأرض ابلعي ماءك [ هود : 44 ] ، فإن فيها عشرين ضربا من البديع ، وهي سبع عشرة لفظة ، وذلك : المناسبة التامة في : ( ابلعي ) و ( أقلعي ) . والاستعارة فيهما . والطباق بين الأرض والسماء .

والمجاز في قوله تعالى : ( ويا سماء ) ، فإن الحقيقة : يا مطر السماء . والإشارة في : وغيض الماء ، فإنه عبر به عن معان كثيرة ؛ لأن الماء لا يغيض حتى يقلع مطر السماء ، وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء ، فينقص الحاصل على وجه الأرض من الماء .

والإرداف في : ( واستوت ) .

والتمثيل في : ( وقضي الأمر ) .

[ ص: 185 ] والتعليل ؛ فإن ( غيض الماء ) علة الاستواء .

وصحة التقسيم ؛ فإنه استوعب فيه أقسام الماء حالة نقصه ؛ إذ ليس إلا احتباس ماء السماء ، والماء النابع من الأرض ، وغيض الماء الذي على ظهرها .

والاحتراس في الدعاء لئلا يتوهم أن الغرق لعمومه يشمل من لا يستحق الهلاك ، فإن عدله تعالى يمنع أن يدعو على غير مستحق .

وحسن النسق وائتلاف اللفظ مع المعنى .

والإيجاز ؛ فإنه تعالى قص القصة مستوعبة بأخصر عبارة .

والتسهيم ؛ فإن أول الآية يدل على آخرها .

والتهذيب ؛ لأن مفرداتها موصوفة بصفات الحسن ، كل لفظة سهلة مخارج الحروف ، عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة وعقادة التركيب ، وحسن البيان من جهة أن السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ، ولا يشكل عليه شيء منه .

والتمكين ؛ لأن الفاصلة مستقرة في محلها ، مطمئنة في مكانها ، غير قلقة ولا مستدعاة .

والانسجام . هذا ما ذكره ابن أبي الإصبع . قلت : فيها أيضا الاعتراض .

التالي السابق


الخدمات العلمية