الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وروى سعيد حدثنا أبو عوانة عن ليث بن أبي سليم عن علقمة بن مرثد عن المعرور بن سويد قال : كان علي يكره الحقنة . كلهم ثقات إلا ليثا فإنه مضعف وقد احتج به بعضهم .

وروى أيضا عن مجاهد وإبراهيم أنهم كرهوا الحقنة .

وروى أيضا بإسناد رواه عن الشعبي وسئل عن الحقنة فقال : هي سنة المشركين .

وروى أيضا حدثنا شريك بن عبد الله عن جابر عن أبي جعفر في الحقنة فقال : إنما هي داء ، واحتج القاضي للقول بكراهة الحقنة بما روى وكيع { أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحقنة ، } ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن علي وروى أبو محمد الخلال عن ابن عباس وسأله رجل أحتقن قال : لا تبدي العورة ولا تستن بسنة المشركين . وبإسناده عن نافع عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحقنة كفر قال القاضي : وروى أبو محمد الخلال بإسناده عن عمر بن الخطاب أنه رخص في الحقنة . وروى أبو محمد الخلال بإسناده عن علي مرفوعا { خير دواء الحجامة ، والفصد ، والحبة السوداء } وروي أيضا عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم { بعث إلى أبي بن كعب طبيبا فكواه وفصده في العرق } وقال أحمد : أصحاب الأعمش كلهم يقولون كواه وفصده في العروق وروي أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : قطع العروق مسقمة ، الحجامة خير منه } قال القاضي : وهذا يدل على الكراهة .

التالي السابق


الخدمات العلمية