nindex.php?page=treesubj&link=28908الإعراب:
من قرأ: (ألا يتخذوا) ; بياء، فلتقدم ذكر الغيبة; والمعنى: هديناهم; لئلا يتخذوا، ومن قرأ بالتاء; جاز أن يكون على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، وجاز أن يكون على إضمار القول، و (أن) زائدة; التقدير: قلنا لهم: لا تتخذوا، ولا يصح إضمار القول إن لم تقدر (أن) زائدة; لأن القول إنما يقع
[ ص: 96 ] بعده جملة تحكى، أو مفرد في معنى الجماعة يعمل فيه القول; كقولك: (الله ربنا) ; فيقول الآخر: (حقا) .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=3ذرية من حملنا مع نوح : نصبها على النداء، وهذا على قراءة من قرأ: {تتخذوا} ; بالتاء، ولا يسهل ذلك في الياء; لأن الياء للغيبة والتاء للخطاب.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لـ {تتخذوا} ، ويكون قوله: {وكيلا} يراد به الجمع، يسوغ ذلك في القراءتين جميعا; [أعني: الياء والتاء في {تتخذوا} .
ويجوز أيضا في القراءتين جميعا] أن يكون {ذرية} بدلا من قوله: {وكيلا} ; لأنه بمعنى الجمع; فكأنه قال: لا تتخذوا ذرية من حملنا مع
نوح.
ويجوز نصبها بإضمار (أعني) ، ويجوز رفعها على البدل من المضمر في {يتخذوا} في قراءة من قرأ بالياء، ولا يحسن ذلك لمن قرأ بالتاء; لأن المخاطب لا يبدل منه الغائب.
ويجوز جرها على البدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=4بني إسرائيل في الوجهين; فأما (أن) من
[ ص: 97 ] قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=2ألا تتخذوا ; فهي على قراءة من قرأ بالياء في موضع نصب بحذف الجار; التقدير: هديناهم; لئلا يتخذوا، ويصلح على قراءة التاء أن تكون زائدة، والقول مضمر; كما تقدم، ويصلح أن تكون مفسرة بمعنى: (أي) ، ولا موضع لها من الإعراب، وتكون (لا) للنهي، فيكون خروجا من الخبر إلى النهي.
ومن قرأ: {لتفسدن} ، و {لتفسدن} ; فهما متقاربان; لأنهم إذا أفسدوا; فسدوا، وقد تقدم ذكر تفسيره.
ومن قرأ: {فحاسوا} ; بالحاء غير معجمة; فمعناه قريب من معنى قراءة الجيم; يقال: (حست القوم) ; إذا ترددت في ديارهم، و (جستهم) ; إذا وطئتهم، وخالطتهم، وحكي: أن أبا زيد سمع أبا السمال يقرأ بالحاء; فقال له: إنما هي {فجاسوا} ، فقال له: (جاسوا) و (حاسوا) سواء.
ومن قرأ: {خلل الديار} ; فهو واحد; وهو الفرجة بين الشيئين، وانتصابه على الظرف، وكذلك انتصاب {خلال} .
[ ص: 98 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7ليسوءوا وجوهكم : الضمير على قراءة من قرأ: {ليسوءوا} للعباد المتقدم ذكرهم، ومن قرأ: {لنسوء} ; فلأن قبله {بعثنا} و {رددنا} ، ومن قرأ: {ليسوء} ; بالياء; جاز أن يكون الفاعل اسم الله عز وجل; لتقدم {بعثنا} ، و {رددنا} ، وجاز أن يكون الفاعل البعث، ودل عليه {بعثنا} المتقدم.
ومن قرأ: {لنسوءا} ; فعلى إرادة الفاء; كأنه قال: {فلنسوءن وجوهكم} ; على الأمر، واللام في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7وليدخلوا المسجد و {ليتبروا} للأمر أيضا، يقوي ذلك: أنه لم يأت لـ(إذا) جواب فيما بعد; فدل ذلك على أن التقدير: فلنسوءن وجوهكم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7ما علوا في تأويل المصدر; أي: وقت علوهم; فهو مثل قولك: (جئتك خفوق النجم، ومقدم الحاج) .
[ ص: 99 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير : قوله: {ويدع} محذوف اللام في خط المصحف; لسقوطها من اللفظ; لالتقاء الساكنين، ولا ينبغي الوقف عليه كذلك; والتقدير: ويدع الإنسان بالشر دعاء مثل دعائه بالخير.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=12وجعلنا الليل والنهار آيتين أي: ذوي آيتين; فحذف المضاف.
ومن قرأ: {ويخرج له يوم القيامة كتابا} ، [أو {ويخرج} ; فالتقدير في القراءتين: ويخرج له، أو يخرج له عمله يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا]، فـ {كتابا} : منصوب على الحال; على تقدير حذف المضاف; أي: ذا كتاب، ومعنى (ذا كتاب) : أنه مثبت في الكتاب الذي قال فيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها [الكهف: 49].
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=14كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ولم يقل: (على نفسك) ، والعرب لا تقول: (أنت عليك وكيل) ; لأنه استغنى ههنا عن ذكر النفس; لتقدمها; فاكتفي بتقدم ذكرها من إعادة لفظها، وأتى بالمضمر في موضعها.
[ ص: 100 ] وقوله: {بنفسك} : في موضع رفع، ويجوز في الكلام: (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبة) ; أي: كفت نفسك حسيبة.
وتقدم القول في {أمرنا} .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه : الأجود أن تكون (أن) مفسرة; لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وقضى ربك كلام تام، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23ألا تعبدوا إلا إياه نهي، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وبالوالدين إحسانا : أمر بعد نهي.
ويجوز أن تكون (أن) الناصبة للفعل; أي: قضى بألا تعبدوا; على أن يكون الفعل بعد الواو القائمة مقام (أن) محذوفا; لأن الواو عاطفة على (أن) ، وحذف الفعل في صلة (أن) قليل، فكذلك ينبغي أن يكون ما يقوم مقامها.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23إما يبلغن عندك الكبر : من قرأ: {يبلغن} ; فهو فعل متقدم، و {أحدهما} : مرتفع به، و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23أو كلاهما : معطوف عليه، والذكر الذي عاد من [ {أحدهما} يغني عن إثبات الضمير في {يبلغن} .
ومن قرأ: {يبلغان} ; فعلى أن الضمير في] {أحدهما} ذكر على وجه
[ ص: 101 ] التوكيد، و {أحدهما} : بدل من الضمير الذي في {يبلغان} ، وقيل: هو على لغة من قال: (أكلوني البراغيث) ; فعلى هذا يرتفع {أحدهما} بالفعل، و {كلاهما} معطوف عليه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23فلا تقل لهما أف : الفتح والضم والكسر من غير تنوين لالتقاء الساكنين، والكسر الأصل، والفتح لخفته، والضمة إتباع لضمة الهمزة.
و {أف} : اسم غير متمكن بمنزلة الأصوات; فإذا لم ينون; فهو معرفة، وإذا نون; فهو نكرة، ومعنى المعرفة: لا تقل لهما القبيح من القول، ومعنى النكرة: لا تقل لهما قبيحا من القول.
وقيل: إن من فتح ونون; أعمل فيه الفعل; كما يقال: (ما قلت أفا
[ ص: 102 ] ولا تفا) ، ومن كسر ونون; شبهه بالأصوات.
وقيل: إن المنون وغير المنون سواء، وإنما التنوين فرق بين المعرفة والنكرة فيما جاء على حرفين; نحو: (صه) ، و (مه) ، إلا أن هذا شبه بما جاء على حرفين من هذه الأصوات، فنون; لأنه يعطي ذلك المعنى من التعريف والتنكير.
واستبعد الأخفش التنوين مع الضم، وقال: لأنه ليس معه لام; كأنه يقدره إذا نونه مرفوعا بالابتداء; مثل: (ويل له) ، وقال في نصبه مع التنوين: إنه مثل: (تعسا له) .
وروي تخفيف {أف} ، وفتح فائها، وقياسها: أنها خففت من {أف} المشددة; استثقالا للتضعيف، وأبقيت الفتحة دلالة على أنها كانت
[ ص: 103 ] مشددة، ويجوز إسكانها; لأنها لم يلتق فيها ساكنان.
وضم الذال وكسرها من {الذل} : لغتان، وأكثر الاستعمال: الضم في الإنسان، والكسر فيما سواه من الحيوان.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=24وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا : يجوز أن يكون التقدير: ارحمهما رحمة مثل رحمة تربيتهما إياي صغيرا، ويجوز أن يكون على تقدير: ارحمهما على ما ربياني صغيرا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=25فإنه كان للأوابين غفورا أي: للأوابين منكم; فحذف، أو يكون المعنى: فإنه كان لكم غفورا; لأن الأوابين هم الصالحون في المعنى.
وتقدم القول في الوجوه المقروء بها في قوله: {خطئا} .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق : يجوز أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31ولا تقتلوا نهيا، ويجوز أن يكون منصوبا على الحمل على
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23ألا تعبدوا .
وتقدم القول في:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33فلا يسرف في القتل ، ومن قرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33فلا يسرف ; فلفظه لفظ الخبر، ومعناه النهي، ويجوز أن يكون على تأويل: ينبغي ألا يسرف في القتل; كما قال: [من الطويل]
[ ص: 104 ] على الحكم المأتي يوما إذا قضى قضيته ألا يجور ويقصد
المعنى: وينبغي أن يقصد.
وضم القاف وكسرها من (القسطاس) : لغتان.
و {الفواد} ; بفتح الفاء: يجوز أن تكون لغة، وهي شاذة، أنكرها
أبو حاتم وغيره.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=36كل أولئك كان عنه مسئولا : [أي: كل أفعال أولئك كان عنه مسؤولا; لأنه] لا يسأل عن الجوارح، وإنما يسأل عن أفعالها، وأفرد الذكر; لأنه يعود على {كل} المفرد الذكر وإن كان المعنى على أفعال الجوارح.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=37ولا تمش في الأرض مرحا : مصدر; كأنه قال: لا تمرح مرحا، وإذا كسرت الراء; فهو اسم الفاعل منصوب على الحال.
[ ص: 105 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=37ولن تبلغ الجبال طولا : يجوز أن ينتصب قوله: {طولا} انتصاب المصدر، ويجوز أن يكون حالا للمخاطب; كقولك: (ذهبت طولا وعرضا) .
ومن قرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=38كل ذلك كان سيئه ; فلتقدم ذكر الحسن والقبيح، ويقويه قوله: {مكروها} ، وكان يكون على {سيئة} : (مكروهة) .
ومن قرأ: {سيئة} ; فكأن الكلام قد انقطع عند قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=35وأحسن تأويلا ، والذي بعده ليس فيه حسن، ويكون قوله: {مكروها} على هذا بدلا من {سيئة} ; فلا يلزم أن يكون فيه ضمير من {سيئة} ; فحسن تذكيره، ولو كان صفة لـ {سيئة} ; للزم أن يكون فيه ضمير، ويؤنث قوله: {مكروها} .
[ويجوز أن يكون قوله: {مكروها} حالا من الضمير الذي في
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=38عند ربك ; لأنه صفة للنكرة.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=28908الْإِعْرَابُ:
مَنْ قَرَأَ: (أَلَّا يَتَّخِذُوا) ; بِيَاءٍ، فَلِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الْغَيْبَةِ; وَالْمَعْنَى: هَدَيْنَاهُمْ; لِئَلَّا يَتَّخِذُوا، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ; جَازَ أَنْ يَكُونَ عَلَى الِانْصِرَافِ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ عَلَى إِضْمَارِ الْقَوْلِ، وَ (أَنْ) زَائِدَةٌ; التَّقْدِيرُ: قُلْنَا لَهُمْ: لَا تَتَّخِذُوا، وَلَا يَصِحُّ إِضْمَارُ الْقَوْلِ إِنْ لَمْ تُقَدَّرْ (أَنْ) زَائِدَةً; لِأَنَّ الْقَوْلَ إِنَّمَا يَقَعُ
[ ص: 96 ] بَعْدَهُ جُمْلَةٌ تُحْكَى، أَوْ مُفْرَدٌ فِي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ يَعْمَلُ فِيهِ الْقَوْلُ; كَقَوْلِكَ: (اللَّهُ رَبُّنَا) ; فَيَقُولُ الْآخَرُ: (حَقًّا) .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=3ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ : نَصْبُهَا عَلَى النِّدَاءِ، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ: {تَتَّخِذُوا} ; بِالتَّاءِ، وَلَا يَسْهُلُ ذَلِكَ فِي الْيَاءِ; لِأَنَّ الْيَاءَ لِلْغَيْبَةِ وَالتَّاءَ لِلْخِطَابِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا ثَانِيًا لِـ {تَتَّخِذُوا} ، وَيَكُونَ قَوْلُهُ: {وَكِيلًا} يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ، يَسُوغُ ذَلِكَ فِي الْقِرَاءَتَيْنِ جَمِيعًا; [أَعْنِي: الْيَاءَ وَالتَّاءَ فِي {تَتَّخِذُوا} .
وَيَجُوزُ أَيْضًا فِي الْقِرَاءَتَيْنِ جَمِيعًا] أَنْ يَكُونَ {ذُرِّيَّةَ} بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ: {وَكِيلًا} ; لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْجَمْعِ; فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا تَتَّخِذُوا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ
نُوحٍ.
وَيَجُوزُ نَصْبُهَا بِإِضْمَارِ (أَعْنِي) ، وَيَجُوزُ رَفْعُهَا عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْمُضْمَرِ فِي {يَتَّخِذُوا} فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ، وَلَا يَحْسُنُ ذَلِكَ لِمَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ; لِأَنَّ الْمُخَاطَبَ لَا يُبْدَلُ مِنْهُ الْغَائِبُ.
وَيَجُوزُ جَرُّهَا عَلَى الْبَدَلِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=4بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْوَجْهَيْنِ; فَأَمَّا (أَنْ) مِنْ
[ ص: 97 ] قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=2أَلا تَتَّخِذُوا ; فَهِيَ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِحَذْفِ الْجَارِ; التَّقْدِيرُ: هَدَيْنَاهُمْ; لِئَلَّا يَتَّخِذُوا، وَيَصْلُحُ عَلَى قِرَاءَةِ التَّاءِ أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً، وَالْقَوْلُ مُضْمَرٌ; كَمَا تَقَدَّمَ، وَيَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ مُفَسِّرَةً بِمَعْنَى: (أَيْ) ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ، وَتَكُونَ (لَا) لِلنَّهْيِ، فَيَكُونُ خُرُوجًا مِنَ الْخَبَرِ إِلَى النَّهْيِ.
وَمَنْ قَرَأَ: {لَتُفْسَدُنَّ} ، وَ {لَتَفْسُدُنَّ} ; فَهُمَا مُتَقَارِبَانِ; لِأَنَّهُمْ إِذَا أُفْسِدُوا; فَسَدُوا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ تَفْسِيرِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ: {فَحَاسُوا} ; بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ; فَمَعْنَاهُ قَرِيبٌ مِنْ مَعْنَى قِرَاءَةِ الْجِيمِ; يُقَالُ: (حُسْتُ الْقَوْمَ) ; إِذَا تَرَدَّدْتَ فِي دِيَارِهِمْ، وَ (جُسْتُهُمْ) ; إِذَا وَطِئْتَهُمْ، وَخَالَطْتَهُمْ، وَحُكِيَ: أَنَّ أَبَا زَيْدٍ سَمِعَ أَبَا السَّمَّالِ يَقْرَأُ بِالْحَاءِ; فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا هِيَ {فَجَاسُوا} ، فَقَالَ لَهُ: (جَاسُوا) وَ (حَاسُوا) سَوَاءٌ.
وَمَنْ قَرَأَ: {خَلَلَ الدِّيَارِ} ; فَهُوَ وَاحِدٌ; وَهُوَ الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الظَّرْفِ، وَكَذَلِكَ انْتِصَابُ {خِلَالَ} .
[ ص: 98 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ : الضَّمِيرُ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ: {لِيَسُوءُوا} لِلْعِبَادِ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُمْ، وَمَنْ قَرَأَ: {لِنَسُوءَ} ; فَلِأَنَّ قَبْلَهُ {بَعَثْنَا} وَ {رَدَدْنَا} ، وَمَنْ قَرَأَ: {لِيَسُوءَ} ; بِالْيَاءِ; جَازَ أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ; لِتُقَدِّمِ {بَعَثْنَا} ، وَ {رَدَدْنَا} ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ الْبَعْثَ، وَدَلَّ عَلَيْهِ {بَعَثْنَا} الْمُتَقَدِّمُ.
وَمَنْ قَرَأَ: {لِنَسُوءًا} ; فَعَلَى إِرَادَةِ الْفَاءِ; كَأَنَّهُ قَالَ: {فَلِنَسُوءَنْ وُجُوهَكُمْ} ; عَلَى الْأَمْرِ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ وَ {لِيُتَبِّرُوا} لِلْأَمْرِ أَيْضًا، يُقَوِّي ذَلِكَ: أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِـ(إِذَا) جَوَابٌ فِيمَا بَعْدُ; فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ التَّقْدِيرَ: فَلِنَسُوءَنْ وُجُوهَكُمْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7مَا عَلَوْا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ; أَيْ: وَقْتَ عُلُوِّهِمْ; فَهُوَ مِثْلُ قَوْلِكَ: (جِئْتُكَ خُفُوقَ النَّجْمِ، وَمَقْدَمَ الْحَاجِّ) .
[ ص: 99 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ : قَوْلُهُ: {وَيَدْعُ} مَحْذُوفُ اللَّامِ فِي خَطِّ الْمُصْحَفِ; لِسُقُوطِهَا مِنَ اللَّفْظِ; لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَا يَنْبَغِي الْوَقْفُ عَلَيْهِ كَذَلِكَ; وَالتَّقْدِيرُ: وَيَدَعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءً مِثْلَ دُعَائِهِ بِالْخَيْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=12وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ أَيْ: ذَوَيْ آيَتَيْنِ; فَحُذِفَ الْمُضَافُ.
وَمَنْ قَرَأَ: {وَيَخْرُجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا} ، [أَوْ {وَيُخْرَجُ} ; فَالتَّقْدِيرُ فِي الْقِرَاءَتَيْنِ: وَيَخْرُجُ لَهُ، أَوْ يُخْرَجُ لَهُ عَمَلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا]، فَـ {كِتَابًا} : مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ; عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْمُضَافِ; أَيْ: ذَا كِتَابٍ، وَمَعْنَى (ذَا كِتَابٍ) : أَنَّهُ مُثْبَتٌ فِي الْكِتَابِ الَّذِي قَالَ فِيهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا [الْكَهْفِ: 49].
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=14كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا وَلَمْ يَقُلْ: (عَلَى نَفْسِكَ) ، وَالْعَرَبُ لَا تَقُولُ: (أَنْتَ عَلَيْكَ وَكِيلٌ) ; لِأَنَّهُ اسْتَغْنَى هَهُنَا عَنْ ذِكْرِ النَّفْسِ; لِتَقَدُّمِهَا; فَاكْتُفِيَ بِتَقَدُّمِ ذِكْرِهَا مِنْ إِعَادَةِ لَفْظِهَا، وَأَتَى بِالْمُضْمَرِ فِي مَوْضِعِهَا.
[ ص: 100 ] وَقَوْلُهُ: {بِنَفْسِكَ} : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، وَيَجُوزُ فِي الْكَلَامِ: (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبَةً) ; أَيْ: كَفَتْ نَفْسُكَ حَسِيبَةً.
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي {أَمَرْنَا} .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ : الْأَجْوَدُ أَنْ تَكُونَ (أَنْ) مُفَسِّرَةً; لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وَقَضَى رَبُّكَ كَلَامٌ تَامٌّ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ نَهْيٌ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا : أَمْرٌ بَعْدَ نَهْيٍ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ (أَنْ) النَّاصِبَةَ لِلْفِعْلِ; أَيْ: قَضَى بِأَلَّا تَعْبُدُوا; عَلَى أَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ بَعْدَ الْوَاوِ الْقَائِمَةِ مَقَامَ (أَنْ) مَحْذُوفًا; لِأَنَّ الْوَاوَ عَاطِفَةٌ عَلَى (أَنْ) ، وَحَذْفُ الْفِعْلِ فِي صِلَةِ (أَنْ) قَلِيلٌ، فَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَا يَقُومُ مَقَامَهَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ : مَنْ قَرَأَ: {يَبْلُغَنَّ} ; فَهُوَ فِعْلٌ مُتَقَدِّمٌ، وَ {أَحَدُهُمَا} : مُرْتَفِعٌ بِهِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23أَوْ كِلاهُمَا : مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ، وَالذِّكْرُ الَّذِي عَادَ مِنْ [ {أَحَدُهُمَا} يُغْنِي عَنْ إِثْبَاتِ الضَّمِيرِ فِي {يَبْلُغَنَّ} .
وَمَنْ قَرَأَ: {يَبْلُغَانِّ} ; فَعَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ فِي] {أَحَدُهُمَا} ذُكِرَ عَلَى وَجْهِ
[ ص: 101 ] التَّوْكِيدِ، وَ {أَحَدُهُمَا} : بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي {يَبْلُغَانِّ} ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: (أَكَلُونِي الْبَرَاغِيثُ) ; فَعَلَى هَذَا يَرْتَفِعُ {أَحَدُهُمَا} بِالْفِعْلِ، وَ {كِلَاهُمَا} مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ : الْفَتْحُ وَالضَّمُّ وَالْكَسْرُ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَالْكَسْرُ الْأَصْلُ، وَالْفَتْحُ لِخِفَّتِهِ، وَالضَّمَّةُ إِتْبَاعٌ لِضَمَّةِ الْهَمْزَةِ.
وَ {أُفٍّ} : اسْمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ بِمَنْزِلَةِ الْأَصْوَاتِ; فَإِذَا لَمْ يُنَوَّنْ; فَهُوَ مَعْرِفَةٌ، وَإِذَا نُوِّنَ; فَهُوَ نَكِرَةٌ، وَمَعْنَى الْمَعْرِفَةِ: لَا تَقُلْ لَهُمَا الْقَبِيحَ مِنَ الْقَوْلِ، وَمَعْنَى النَّكِرَةِ: لَا تَقُلْ لَهُمَا قَبِيحًا مِنَ الْقَوْلِ.
وَقِيلَ: إِنَّ مَنْ فَتَحَ وَنَوَّنَ; أَعْمَلَ فِيهِ الْفِعْلَ; كَمَا يُقَالُ: (مَا قُلْتُ أُفًّا
[ ص: 102 ] وَلَا تُفًّا) ، وَمَنْ كَسَرَ وَنَوَّنَ; شَبَّهَهُ بِالْأَصْوَاتِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمُنَوَّنَ وَغَيْرَ الْمُنَوَّنِ سَوَاءٌ، وَإِنَّمَا التَّنْوِينُ فَرْقٌ بَيْنَ الْمَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ فِيمَا جَاءَ عَلَى حَرْفَيْنِ; نَحْوَ: (صَهٍ) ، وَ (مَهٍ) ، إِلَّا أَنَّ هَذَا شُبِّهَ بِمَا جَاءَ عَلَى حَرْفَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ، فَنُوِّنَ; لِأَنَّهُ يُعْطِي ذَلِكَ الْمَعْنَى مِنَ التَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ.
وَاسْتَبْعَدَ الْأَخْفَشُ التَّنْوِينَ مَعَ الضَّمِّ، وَقَالَ: لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ لَامٌ; كَأَنَّهُ يُقَدِّرُهُ إِذَا نَوَّنَهُ مَرْفُوعًا بِالِابْتِدَاءِ; مِثْلُ: (وَيْلٌ لَهُ) ، وَقَالَ فِي نَصْبِهِ مَعَ التَّنْوِينِ: إِنَّهُ مِثْلُ: (تَعْسًا لَهُ) .
وَرُوِيَ تَخْفِيفُ {أُفٍّ} ، وَفَتْحُ فَائِهَا، وَقِيَاسُهَا: أَنَّهَا خُفَّفَتْ مِنْ {أُفَّ} الْمُشَدَّدَةِ; اسْتِثْقَالًا لِلتَّضْعِيفِ، وَأُبْقِيَتِ الْفَتْحَةُ دَلَالَةً عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ
[ ص: 103 ] مُشَدَّدَةً، وَيَجُوزُ إِسْكَانُهَا; لِأَنَّهَا لَمْ يَلْتَقِ فِيهَا سَاكِنَانِ.
وَضَمُّ الذَّالِ وَكَسْرُهَا مِنَ {الذُّلِّ} : لُغَتَانِ، وَأَكْثَرُ الِاسْتِعْمَالِ: الضَّمُّ فِي الْإِنْسَانِ، وَالْكَسْرُ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْحَيَوَانِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=24وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: ارْحَمْهُمَا رَحْمَةً مِثْلَ رَحْمَةِ تَرْبِيَتِهِمَا إِيَّايَ صَغِيرًا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ: ارْحَمْهُمَا عَلَى مَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=25فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا أَيْ: لِلْأَوَّابِينَ مِنْكُمْ; فَحُذِفَ، أَوْ يَكُونُ الْمَعْنَى: فَإِنَّهُ كَانَ لَكُمْ غَفُورًا; لِأَنَّ الْأَوَّابِينَ هُمُ الصَّالِحُونَ فِي الْمَعْنَى.
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي الْوُجُوهِ الْمَقْرُوءِ بِهَا فِي قَوْلِهِ: {خِطْئًا} .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31وَلا تَقْتُلُوا نَهْيًا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى الْحَمْلِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23أَلا تَعْبُدُوا .
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ، وَمَنْ قَرَأَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33فَلا يُسْرِفْ ; فَلَفْظُهُ لَفْظُ الْخَبَرِ، وَمَعْنَاهُ النَّهْيُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى تَأْوِيلِ: يَنْبَغِي أَلَّا يُسْرِفَ فِي الْقَتْلِ; كَمَا قَالَ: [مِنَ الطَّوِيلِ]
[ ص: 104 ] عَلَى الْحَكَمِ الْمَأْتِيِّ يَوْمًا إِذَا قَضَى قَضِيَّتَهُ أَلَّا يَجُورَ وَيَقْصِدُ
الْمَعْنَى: وَيَنْبَغِي أَنْ يَقْصِدَ.
وَضَمُّ الْقَافِ وَكَسْرُهَا مِنَ (الْقِسْطَاسِ) : لُغَتَانِ.
وَ {الْفَوَادَ} ; بِفَتْحِ الْفَاءِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لُغَةً، وَهِيَ شَاذَّةٌ، أَنْكَرَهَا
أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=36كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا : [أَيْ: كُلُّ أَفْعَالِ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا; لِأَنَّهُ] لَا يُسْأَلُ عَنِ الْجَوَارِحِ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ أَفْعَالِهَا، وَأُفْرِدَ الذِّكْرُ; لِأَنَّهُ يَعُودُ عَلَى {كُلُّ} الْمُفْرَدِ الذِّكْرِ وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى أَفْعَالِ الْجَوَارِحِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=37وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا : مَصْدَرٌ; كَأَنَّهُ قَالَ: لَا تَمْرَحُ مَرَحًا، وَإِذَا كُسِرَتِ الرَّاءُ; فَهُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ.
[ ص: 105 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=37وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا : يَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ قَوْلُهُ: {طُولًا} انْتِصَابَ الْمَصْدَرِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا لِلْمُخَاطَبِ; كَقَوْلِكَ: (ذَهَبْتَ طُولًا وَعَرْضًا) .
وَمَنْ قَرَأَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=38كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ ; فَلِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الْحَسَنِ وَالْقَبِيحِ، وَيُقَوِّيهِ قَوْلُهُ: {مَكْرُوهًا} ، وَكَانَ يَكُونُ عَلَى {سَيِّئَةً} : (مَكْرُوهَةً) .
وَمَنْ قَرَأَ: {سَيِّئَةً} ; فَكَأَنَّ الْكَلَامَ قَدِ انْقَطَعَ عِنْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=35وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ، وَالَّذِي بَعْدَهُ لَيْسَ فِيهِ حَسَنٌ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ: {مَكْرُوهًا} عَلَى هَذَا بَدَلًا مِنْ {سَيِّئَةً} ; فَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ ضَمِيرٌ مِنْ {سَيِّئَةً} ; فَحَسُنَ تَذْكِيرُهُ، وَلَوْ كَانَ صِفَةً لِـ {سَيِّئَةً} ; لَلَزِمَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ ضَمِيرٌ، وَيُؤَنَّثُ قَوْلُهُ: {مَكْرُوهًا} .
[وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: {مَكْرُوهًا} حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=38عِنْدَ رَبِّكَ ; لِأَنَّهُ صِفَةٌ لِلنَّكِرَةِ.
* * *