وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما نرسل بالآيات إلا تخويفا : قيل: (الآيات) : العبر، وقيل: يعني: القرآن، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: الموت الذريع.
وقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس أي: عصمك منهم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس يعني:
nindex.php?page=treesubj&link=29291ما أراه ليلة الإسراء، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهم: كانت رؤيا يقظة، يدل على ذلك: أن الناس فتنوا بها، ولو كانت رؤيا نوم; لم يفتنوا بها; إذ يمكن أن يرى في النوم ما لا يمكن أن يرى في اليقظة; فلا يستبشع، وما
[ ص: 115 ] كانت تكون فيها آية; إذ قد يرى غير الأنبياء في النوم مثلها.
وذهب كثير من العلماء إلى أنها رؤيا نوم،
nindex.php?page=treesubj&link=24397_31786ورؤيا الأنبياء مخالفة لرؤيا غيرهم; لأن الأنبياء عليهم السلام تنام عيونهم، ولا تنام قلوبهم.
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: أن معنى {الرؤيا} ههنا ليس في ليلة الإسراء; وإنما هي رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم، رأى
بالمدينة أنه دخل
مكة هو وأصحابه; فعجل إليها قبل الأجل; فرده المشركون; فافتتن به المرتابون.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة في القرآن : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وغيرهما: هي شجرة الزقوم; والمعنى: الملعون آكلها، وكانت فتنتهم بها قول
أبي جهل: إن
محمدا يقول: إن جهنم تأكل الحجارة، ويزعم أنها تنبت الشجر!
والعرب تقول لكل طعام مكروه: (ملعون) .
وقوله: {ونخوفهم} أي: بشجرة الزقوم، وشبهها من العذاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60فما يزيدهم التخويف
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60إلا طغيانا كبيرا .
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا أي: أخبرني عن هذا الذي فضلته علي: لم فضلته
[ ص: 116 ] وقد خلقتني من نار وخلقته من طين؟ فحذف لعلم السامع.
ومعنى {لأحتنكن} في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: لأستولين عليهم،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: لأحتوينهم،
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: لأضلنهم، وروي عن العرب: (احتنك الجراد الزرع) ; إذا ذهب به كله.
وقيل: معناه: لأسوقنهم كيف شئت، من قولهم: (حنك الدابة يحنكها) ; إذا ربط حبلا في حنكها الأسفل وساقها، وحكي: (أحنكتها) بمعنى: (حنكتها) .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63جزاء موفورا أي: وافرا، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره.
وإنما ظن إبليس هذا الظن; لما تقدم من إخبار الله تعالى الملائكة من خبر الخليفة الذي يجعل في الأرض وذريته، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: ظن ذلك، لأنه وسوس إلى
آدم; فلم يجد له عزما.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64واستفزز من استطعت منهم بصوتك أي: استزل واستخف، وأصله: القطع، ومنه: (تفزز الثوب) ; إذا انقطع; والمعنى: استزله بقطعك إياه عن الحق.
[ ص: 117 ] و (صوته) : كل داع دعا إلى معصية الله تعالى، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: الغناء، والمزامير، واللهو.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وأجلب عليهم بخيلك ورجلك أي: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك، وأصل (الإجلاب) : السوق بجلبة من السائق، و (الرجل) : جمع (راجل) .
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وشاركهم في الأموال والأولاد أي: [بالسائبة وما ذكر معها، ومشاركته في الأولاد]: تسميتهم عبد الحارث، وعبد العزى، وما أشبه ذلك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وعنه أيضا: أن مشاركته في الأولاد: الموءودة.
الحسن: (مشاركته في الأموال) : ما أنفقوه في غير طاعة الله تعالى، و (في الأولاد) : من هودوه، ومن نصروه.
وقيل: (المشاركة في الأموال) : ما اكتسبوه من غير حله، وقيل: ما ذبحوه لآلهتهم.
[ ص: 118 ] وقيل: (مشاركته في الأولاد) : أولاد الزنا.
{وعدهم} ; أي: وعدهم النصرة على من أرادهم بسوء.
وهذا الأمر للشيطان تهدد ووعيد له، وقيل: استخفاف به وبمن اتبعه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر أي: يجريها، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما، وأصله: السوق حالا بعد حال، وجاء هذا كله بإثر قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا ; فالمعنى: أن الذي ابتدأ خلقكم يبعثكم، كما قدر على هذه الأشياء كلها.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه : هذا خطاب للمشركين; فمعنى {أعرضتم} أي: أعرضتم عن الذي نجاكم، ورجعتم إلى شرككم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66إنه كان بكم رحيما يعني: رحمة الدنيا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أي: كما خسف بقوم لوط، وقارون.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أو يرسل عليكم حاصبا يعني: ريحا شديدة، وهي التي ترمي بالحصباء;
[ ص: 119 ] وهي الحصى الصغار، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: يعني: حجارة من السماء تحصبهم; كما فعل بقوم لوط.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى يعني: في البحر.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فيرسل عليكم قاصفا من الريح : (القاصف) : الريح الشديدة التي تكسر بشدة.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا أي: لا يتبعنا بذلك أحد ينتصر لكم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ولقد كرمنا بني آدم أي: فضلناهم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وقال: فضلوا بأنهم يأكلون بأيديهم، بخلاف البهائم، وقال غيره: فضلوا بالفهم والتمييز، وقيل: فضل ابن آدم بمشيه قائما.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ورزقناهم من الطيبات أي: طيبات الطعام والشراب.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا : احتج بهذا من يرى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28809الملائكة أفضل من الآدميين، وقال: لو كان النبي أفضل من الملك، لقال:
[ ص: 120 ] وفضلناهم على كل من خلقنا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا : قِيلَ: (الْآيَاتُ) : الْعِبَرُ، وَقِيلَ: يَعْنِي: الْقُرْآنَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: الْمَوْتُ الذَّرِيعُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ أَيْ: عَصَمَكَ مِنْهُمْ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ يَعْنِي:
nindex.php?page=treesubj&link=29291مَا أَرَاهُ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمْ: كَانَتْ رُؤْيَا يَقَظَةٍ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ: أَنَّ النَّاسَ فُتِنُوا بِهَا، وَلَوْ كَانَتْ رُؤْيَا نَوْمٍ; لَمْ يُفْتَنُوا بِهَا; إِذْ يُمْكِنُ أَنْ يُرَى فِي النَّوْمِ مَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يُرَى فِي الْيَقَظَةِ; فَلَا يُسْتَبْشَعُ، وَمَا
[ ص: 115 ] كَانَتْ تَكُونُ فِيهَا آيَةٌ; إِذْ قَدْ يَرَى غَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ فِي النَّوْمِ مِثْلَهَا.
وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهَا رُؤْيَا نَوْمٍ،
nindex.php?page=treesubj&link=24397_31786وَرُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ مُخَالِفَةٌ لِرُؤْيَا غَيْرِهِمْ; لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ تَنَامُ عُيُونُهُمْ، وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ.
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا: أَنَّ مَعْنَى {الرُّؤْيَا} هَهُنَا لَيْسَ فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ; وَإِنَّمَا هِيَ رُؤْيَا رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى
بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ دَخَلَ
مَكَّةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ; فَعَجَّلَ إِلَيْهَا قَبْلَ الْأَجَلِ; فَرَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ; فَافْتَتَنَ بِهِ الْمُرْتَابُونَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُمَا: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ; وَالْمَعْنَى: الْمَلْعُونُ آكِلُهَا، وَكَانَتْ فِتْنَتُهُمْ بِهَا قَوْلَ
أَبِي جَهْلٍ: إِنَّ
مُحَمَّدًا يَقُولُ: إِنَّ جَهَنَّمَ تَأْكُلُ الْحِجَارَةَ، وَيَزْعُمُ أَنَّهَا تُنْبِتُ الشَّجَرُ!
وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ طَعَامٍ مَكْرُوهٍ: (مَلْعُونٌ) .
وَقَوْلُهُ: {وَنُخَوِّفُهُمْ} أَيْ: بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ، وَشِبْهِهَا مِنَ الْعَذَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60فَمَا يَزِيدُهُمْ التَّخْوِيفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا أَيْ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الَّذِي فَضَّلْتَهُ عَلَيَّ: لِمَ فَضَّلْتَهُ
[ ص: 116 ] وَقَدْ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ؟ فَحُذِفَ لِعِلْمِ السَّامِعِ.
وَمَعْنَى {لَأَحْتَنِكَنَّ} فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: لَأَسْتَوْلِيَنَّ عَلَيْهِمْ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: لَأَحْتَوِيَنَّهُمْ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: لَأُضِلَّنَّهُمْ، وَرُوِيَ عَنِ الْعَرَبِ: (احْتَنَكَ الْجَرَادُ الزَّرْعَ) ; إِذَا ذَهَبَ بِهِ كُلِّهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: لَأَسُوقَنَّهُمْ كَيْفَ شِئْتُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: (حَنَكَ الدَّابَّةَ يَحْنِكُهَا) ; إِذَا رَبَطَ حَبْلًا فِي حَنَكِهَا الْأَسْفَلِ وَسَاقَهَا، وَحُكِيَ: (أَحْنَكْتُهَا) بِمَعْنَى: (حَنَكْتُهَا) .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63جَزَاءً مَوْفُورًا أَيْ: وَافِرًا، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ.
وَإِنَّمَا ظَنَّ إِبْلِيسُ هَذَا الظَّنَّ; لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ إِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَلَائِكَةَ مِنْ خَبَرِ الْخَلِيفَةِ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الْأَرْضِ وَذُرِّيَّتِهِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: ظَنَّ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ وَسْوَسَ إِلَى
آدَمَ; فَلَمْ يَجِدْ لَهُ عَزْمًا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ أَيِ: اسْتَزِلَّ وَاسْتَخِفَّ، وَأَصْلُهُ: الْقَطْعُ، وَمِنْهُ: (تَفَزَّزَ الثَّوْبُ) ; إِذَا انْقَطَعَ; وَالْمَعْنَى: اسْتَزِلَّهُ بِقَطْعِكَ إِيَّاهُ عَنِ الْحَقِّ.
[ ص: 117 ] وَ (صَوْتُهُ) : كُلُّ دَاعٍ دَعَا إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ. nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: الْغِنَاءُ، وَالْمَزَامِيرُ، وَاللَّهْوُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ أَيِ: اجْمَعْ عَلَيْهِمْ كُلَّ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ مَكَايِدِكَ، وَأَصْلُ (الْإِجْلَابِ) : السَّوْقُ بِجَلَبَةٍ مِنَ السَّائِقِ، وَ (الرَّجْلُ) : جَمْعُ (رَاجِلٍ) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ أَيْ: [بِالسَّائِبَةِ وَمَا ذُكِرَ مَعَهَا، وَمُشَارَكَتُهُ فِي الْأَوْلَادِ]: تَسْمِيَتُهُمْ عَبْدَ الْحَارِثِ، وَعَبْدَ الْعُزَّى، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّ مُشَارَكَتَهُ فِي الْأَوْلَادِ: الْمَوْءُودَةُ.
الْحَسَنُ: (مُشَارَكَتُهُ فِي الْأَمْوَالِ) : مَا أَنْفَقُوهُ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَ (فِي الْأَوْلَادِ) : مَنْ هَوَّدُوهُ، وَمَنْ نَصَّرُوهُ.
وَقِيلَ: (الْمُشَارَكَةُ فِي الْأَمْوَالِ) : مَا اكْتَسَبُوهُ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَقِيلَ: مَا ذَبَحُوهُ لِآلِهَتِهِمْ.
[ ص: 118 ] وَقِيلَ: (مُشَارَكَتُهُ فِي الْأَوْلَادِ) : أَوْلَادُ الزِّنَا.
{وَعِدْهُمْ} ; أَيْ: وَعِدْهُمُ النُّصْرَةَ عَلَى مَنْ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ.
وَهَذَا الْأَمْرُ لِلشَّيْطَانِ تَهَدُّدٌ وَوَعِيدٌ لَهُ، وَقِيلَ: اسْتِخْفَافٌ بِهِ وَبِمَنِ اتَّبَعَهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ أَيْ: يُجْرِيهَا، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمَا، وَأَصْلُهُ: السَّوْقُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ، وَجَاءَ هَذَا كُلُّهُ بِإِثْرِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ; فَالْمَعْنَى: أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَكُمْ يَبْعَثُكُمْ، كَمَا قَدَرَ عَلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ : هَذَا خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ; فَمَعْنَى {أَعْرَضْتُمْ} أَيْ: أَعْرَضْتُمْ عَنِ الَّذِي نَجَّاكُمْ، وَرَجَعْتُمْ إِلَى شِرْكِكُمْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا يَعْنِي: رَحْمَةَ الدُّنْيَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَيْ: كَمَا خَسَفَ بِقَوْمِ لُوطٍ، وَقَارُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا يَعْنِي: رِيحًا شَدِيدَةً، وَهِيَ الَّتِي تَرْمِي بِالْحَصْبَاءِ;
[ ص: 119 ] وَهِيَ الْحَصَى الصِّغَارُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: يَعْنِي: حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ تَحْصِبُهُمْ; كَمَا فُعِلَ بِقَوْمِ لُوطٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى يَعْنِي: فِي الْبَحْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ : (الْقَاصِفُ) : الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَكْسِرُ بِشِدَّةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا أَيْ: لَا يَتْبَعُنَا بِذَلِكَ أَحَدٌ يَنْتَصِرُ لَكُمْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ أَيْ: فَضَّلْنَاهُمْ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: فُضِّلُوا بِأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ بِأَيْدِيهِمْ، بِخِلَافِ الْبَهَائِمِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فُضِّلُوا بِالْفَهْمِ وَالتَّمْيِيزِ، وَقِيلَ: فُضِّلَ ابْنُ آدَمَ بِمَشْيِهِ قَائِمًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَيْ: طَيِّبَاتِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا : احْتَجَّ بِهَذَا مَنْ يَرَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28809الْمَلَائِكَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ النَّبِيُّ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَكِ، لَقَالَ:
[ ص: 120 ] وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كُلِّ مَنْ خَلَقْنَا.