الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      الحديث به عن أبي هريرة .

      وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه رجل فقال : ما الإيمان ؟ قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث . قال : ما الإسلام ؟ قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان . قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : متى الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها ، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى ، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عنده علم الساعة ) ثم أدبر فقال : ردوه فلم يروا شيئا . فقال : هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم . قال أبو عبد الله : جعل ذلك كله من الإيمان ، وترجم عليه : " باب سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له " . ثم قال : جاء جبريل يعلمكم دينكم ، فجعل ذلك كله دينا .

      وأخرجه في تفسير سورة لقمان فقال : باب قول الله تعالى : ( إن الله عنده علم الساعة ) حدثني إسحاق عن جرير عن أبي حيان الحديث . وفيه : إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ وفيه : قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها ، إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة رءوس الناس فذاك من [ ص: 583 ] أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ) ثم انصرف الرجل فقال : ردوا علي . فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا ، فقال : هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم .

      ورواه مسلم فقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن علية قال زهير : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان . . . الحديث وزاد : وإذا تطاول رعاة البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) قال : ثم أدبر . . . . إلخ .

      وقال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان التيمي بهذا الإسناد مثله ، غير أن في روايته : " إذا ولدت الأمة بعلها " يعني السراري .

      وقال : حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة وهو ابن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوني . فهابوه أن يسألوه . فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان . قال : صدقت . قال : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله . قال : صدقت . قال : يا رسول الله ، ما الإحسان ؟ قال : أن تخشى الله كأنك تراه ، فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك . قال : صدقت . قال : يا رسول الله ، متى تقوم الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، وسأحدثك عن أشراطها ، إذا رأيت الأمة تلد ربها فذاك من أشراطها ، وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها . وإذا رأيت رعاء البهم [ ص: 584 ] يتطالون في البنيان فذاك من أشراطها في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله ، ثم قرأ : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) قال : ثم قام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ردوه علي . فالتمس فلم يجدوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا .

      وأشار إليه الترمذي في باب حديث ابن عمر عن عمر . ورواه ابن ماجه بإسناد مسلم ولفظه إلى آخر الآية . ورواه الإمام أحمد عن إسماعيل حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة بن عمر بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه . . . . إلخ . وفيه : " وإذا كانت العراة الحفاة الجفاة " .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية