الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 143 ] قلت : أرأيت الرجل يتزوج المرأة ويشرط أنها صحيحة فيجدها عمياء ، أيكون له أن يزوجها بشرطه الذي شرطه أو شلاء أو مقعدة ؟ قال : نعم ، إن كان اشترط ذلك على من أنكحها ، فله أن يرد ولا شيء لها عليه من صداقها إذا لم يبن بها ، وإن بنى بها فلها مهر مثلها بالمسيس ويتبع هو الولي الذي أنكحها إذا كان قد اشترط ذلك عليه أنه ليست هي عمياء ولا قطعاء ولا ما أشبه ذلك ، فزوجه على ذلك الشرط ; لأن مالكا سئل عن رجل تزوج امرأة فإذا هي بغية قال مالك : إن كانوا زوجوه على نسب فله أن يرد إن كانوا لم يزوجوه على نسب ، فالنكاح لازم له ورواه ابن وهب أيضا عن مالك قال مالك : ومن تزوج سوداء أو عمياء أو عوراء لم يردها ولا يرد من النساء في النكاح إلا من العيوب الأربع : الجنون والجذام والبرص والعيب الذي في الفرج ، وإنما كان على الزوج أن يستخبر لنفسه ، فإن اطمأن إلى رجل وكذبه فليس على الذي كذبه شيء إلا أن يكون ضمن ذلك له إن كانت الجارية على خلاف ما أنكحه عليه ، وأراه حينئذ مثل النسب الذي زوجه عليه وأراه ضامنا إن كانت على خلاف ما ضمن إذا فارقها الزوج فلم يرضها

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية