الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2328 33 - حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني عروة ، أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة ، فقالت : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل مسيك ، فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا ؟ فقال : لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إذن النبي صلى الله عليه وسلم لهند بالأخذ من مال زوجها . قال ابن بطال : فهذا يدل على جواز أخذ صاحب الحق من مال من لم يوفه أو جحده قدر حقه ، وإسناد هذا الحديث على هذا النسق بعينه قد مر غير مرة . وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وهند بنت عتبة ، بضم العين المهملة ، وسكون التاء المثناة من فوق ، ابن ربيعة أم معاوية ، أسلمت يوم الفتح ، وماتت في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه ، وزوجها أبو سفيان اسمه صخر بن حرب بن أمية والد معاوية .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مسيك " ، بفتح الميم ، وتخفيف السين على وزن فعيل ، بفتح الفاء ، ويروى بكسر الميم ، وتشديد السين على وزن فعيل بالكسر ، والتشديد ، وهو صيغة مبالغة كسكين وخمير ، معناه بخيل شديد المسك بما في يديه . وقال عياض : في رواية كثير من أهل الإتقان بالفتح والتخفيف ، وقيده بعضهم بالوجهين ، وقال ابن الأثير في كتب الحديث : الفتح ، والتخفيف ، والمشهور عند المحدثين الكسر والتشديد . قوله : " حرج " ، أي : إثم . قوله : " أن تطعميهم " ، كلمة " أن " مصدرية ، تقديره : لا حرج عليك بإطعامك إياهم بالمعروف ، أي : بقدر ما يتعارف أن يأكل العيال ، وهذا الحديث يشتمل على أحكام ، وهي النفقة للأولاد ، وأنها مقدرة بالكفاية لا بالإمداد [ ص: 8 ] وجواز سماع كلام الأجنبية ، وذكر الإنسان بما يكره عند الحاجة ، وأن للمرأة مدخلا في كفالة أولادها ، وجواز خروج المرأة من بيتها لقضاء حاجتها ، وقد استدل به من يرى بجواز الحكم على الغائب . ( قلت ) : هذا استدلال فاسد من وجهين : أحدهما : أنه كان فتوى لا حكما ، والآخر أن أبا سفيان كان حاضرا في البلد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية