الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2460 34 - حدثنا محمد بن محبوب قال : حدثنا عبد الواحد قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هلكت ! فقال : وما ذاك ؟ قال : وقعت بأهلي في رمضان ! قال : تجد رقبة ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال : فجاء رجل من الأنصار بعرق - والعرق المكتل فيه تمر - فقال : اذهب بهذا فتصدق به . قال : على أحوج منا يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا . قال : اذهب فأطعمه أهلك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث ، وهو أنه - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - أعطى الرجل التمر المذكور فيه فقبضه ولم يقل قبلت ، ثم قال له " اذهب فأطعم أهلك " ، واختيار البخاري على هذا وهو أن القبض بالهبة كاف لا يحتاج أن يقول قبلت ، فلذلك عقد الترجمة المذكورة وذكر لها الحديث المذكور ، ورد عليه بوجهين ; أحدهما : أنه لم يصرح في الحديث بذكر القبول ولا بنفيه . والآخر : أن هذه كانت صدقة لا هبة ، فلهذا لم يحتج إلى القبول .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الصوم في باب " إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق عليه " ; فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري ... إلى آخره ، وهنا أخرجه عن محمد بن محبوب أبي عبد الله البصري - وهو من أفراده - عن عبد الواحد بن زياد عن معمر بن راشد عن محمد بن مسلم الزهري ، وقد مر الكلام فيه هناك مستوفى ، والعرق بفتحتين المكتل بكسر الميم وهو الزنبيل ، واللابة الحرة وهي الأرض التي فيها حجارة سود ، ولابتا المدينة حرتان تكتنفانها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية