الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4319 117 - حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم ح، وحدثني إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث أخبره أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إلى بدر

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، غير أن سبب النزول هنا خلاف سبب النزول في الأحاديث المذكورة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: ما وجه التوفيق بين السببين؟

                                                                                                                                                                                  قلت: القرآن إذا نزل في الشيء يستعمل في معنى ذلك الشيء، وأخرجه من طريقين:

                                                                                                                                                                                  الأول: عن إبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء، عن هشام بن يوسف، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

                                                                                                                                                                                  الثاني: عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرزاق بن همام، عن ابن جريج، عن عبد الكريم بن مالك الجزري بالجيم والزاي والراء، عن مقسم بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين المهملة مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب لأبيه ولجده صحبة، وله رؤية، وكان يلقب بببه بباءين موحدتين مفتوحتين الثانية مشددة.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجهاد، وأخرجه الترمذي حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا الحجاج بن محمد، عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الكريم سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن ابن عباس أنه قال لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر عن بدر والخارجون إلى بدر" وقال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة؟ فنزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "عبد الله بن جحش" قيل أبو أحمد بن جحش كما ذكره الطبري في روايته من طريق الحجاج نحو ما أخرجه الترمذي، وذلك لأن عبد الله بن جحش هو أخو أبي أحمد بن جحش، واسم أبي أحمد عبد بدون إضافة وهو مشهور بكنيته، وأيضا إن عبد الله بن جحش لم ينقل أن له عذرا، إنما المعذور أخوه أبو أحمد بن جحش، وذكره الثعلبي عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس أنه ابن جحش، وليس بالأسدي، وكان أعمى، وأنه جاء هو وابن أم مكتوم، فذكرا رغبتهما في الجهاد مع ضررهما، فنزلت غير أولي الضرر فجعل لهما من الأجر ما للمجاهدين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية